306

Unmūdhaj jalīl fī asʾila wa-ajwiba ʿan gharāʾib āy al-tanzīl

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Editor

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

وفى قصة الغلام: (أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ)؟
قلنا: لقصد زيادة المواجهة بالعتاب على رفض الوصية مرة ثانية، وللتنبيه على تكرر ترك الصبر والثبات.
* * *
فإن قيل: ما فائدة إعادة ذكر الأهل في قوله تعالى: (اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا) وهلا قال: "استطعماهم " لأنه قد سبق ذكر الأهل مرة؟
قلنا: فائدة إعادة التوكيد لا غير.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) نسب الإرادة إلى الجماد، وهى من صفات من يعقل؟
قلنا: هذا مجاز بطريق المشابهة، لأن الجدار بعد مشارفته ومداناته للانقضاض والسقوط شأن من يعقل ويريد في تهيئه للسقوط، فظهرت منه هيئة السقوط كما يظهر ممن يعقل ويريد، فنسبت إليه الإرادة مجازًا بطريق المشابهة في الصورة، وقد أضافت العرب أفعال العقلاء إلى ما لا يعقل مجازًا قال الشاعر:
يربد الرمح صدر أبى براء. . . ويعدل عن دماء بنى عقيل
(وقال حسان):
إن دهرًا يلف شملى بحمل. . . لزمان يهم بالاحسان
ومن أمثالهم: تمرد مارد وعز الأبلق، ومنه قوله تعالى: (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ)

1 / 305