228

Unmūdhaj jalīl fī asʾila wa-ajwiba ʿan gharāʾib āy al-tanzīl

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Investigator

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition Number

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

قلنا: معناه وما يومن أكثرهم بأن الله خالقه ورازقه وخالق السموات والأرض قولا إلا وهو مشرك بعبادة الأصنام فعلا، الثانى: أن المراد بها المنافقون يؤمنون بألسنتهم قولا ويشركون بقلوبهم اعتقادًا.
الثالث: أن المراد بها تلبية العرب، كانوا يقولون: لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك، فكانوا يؤمنون بأول تلبيتهم بنفى الشريك، ويشركون بآخرها بإثباته.
* * *
فإن قيل: هذه التلبية توحيد كلها ولا شريك فيها، لأن معنى قولهم:
إلا شريكًا هو لك، إلا شريكًا هو مملوك لك، موصوفًا بأنك تملكه وتملك ما ملك؟
قلنا: اللام هنا للملك لا لعلاقة الشركة، وهذا الاستثناء يحتمل أن يكون حقيقيا، ويحتمل أن يكون مجازيًا بيان الأول، أما إن قلنا إن اللام حقيقة في المعنى العام في مواردها وهو الاختصاص يكون قولهم: (لا شريك لك) عامًا في نفى كل شريك مضاف إلى الله
تعالى بجهة اختصاص ما فيدخل في النفى من جهة اللفظ
(الشريك) المضاف لجهة المملوكية، وهو شريك زيد وعمرو ونحوهما، ثم يقع عليه الاستثناء فيكون استثناء، وإن قلنا: أنها مشتركة بين المعانى الثلاثة الموجودة في موارد استعمالها وهى الملك والاستحقاق، ويقال: الاختصاص والغلبة، فقولهم: (لا شريك
لك) يكون عامًا أيضًا عند من يجوز حمل المشترك على مفهوميه في حالة واحدة، فيكون الاستثناء أيضًا حقيقيًا كما مر، وأما على قول من لا يجوز ذلك يكون النفى واردًا على أحد مفهوماته، وهو
علاقة الشركة، فيكون الاستثناء بعده مجازيًا من باب تأكيد المدح بما

1 / 227