146

Unmūdhaj jalīl fī asʾila wa-ajwiba ʿan gharāʾib āy al-tanzīl

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Editor

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

قلنا: ما سموها آية لاعتقادهم أنها آية، بل حكاية لتسمة موسى ﵊ على طريق الاستهزاء والسخرية.
* * *
فإن قيل: كيف الجمع بين قوله تعالى: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)
أى أهلكنا وقوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٥٨) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ)؟
قلنا: معناه ودمرنا أي أبطلنا ما كان يصنع فرعون وقومه من المكر والكيد في حق موسى ﵊، (وما كانوا يعرشون) أي يبنون من الصرح الذي أمر فرعون هامان ببنائه ليصعد بواسطته إلى السماء، لأن التدمير يكون بمعني الاهلاك ويكون بمعنى الابطال.
وقيل: هو على ظاهره لأن الله تعالى أورث ذلك بنى اسرائيل مدة ثم دمره جميعه.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)
قوله: "وفى ذلكم " إن كان إشارة إلى الإنجاء فليس فيه بلاء، بل هو محض نعمة، وإن كان إشارة إلى
القتل والأسر فإضافته إلى آل فرعون لقوله تعالى: "وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ "
من آل فرعون عظيم أشد مناسبة لسياق الآية وهو الامتنان، ولهذا قال: " يقتلون ويستحيون " فأضاف إليهم الفعلين؟
قلنا: البلاء مشترك بين النعمة والمحنة، لأنه من الابتلاء وهو

1 / 145