96

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

والقسم الثالث: الفقيه المنتهي اليقظ الفهم المحدث الذي قد حفظ مختصرا في الفروع، وكتابا في قواعد الأصول، وقرأ النحو، وشارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله وتشاغله بتفسيره وقوة مناظرته، فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيد، وتأهل للنظر في دلائل الأئمة، فمتى وضح له الحق في مسألة وثبت فيها النص، وعمل بها أحد الأئمة الأعلام.. فليتبع فيها الحق ولا يسلك الرخص، وليتورع، ولا يسعه فيها بعد قيام الحجة عليه تقليد (18/191).

أخبار القضاة والمفتين

ومن كان يهوى أن يرى متصدرا * ويكره "لا أدري" أصيبت مقاتله(1)

سن القضاء والإفتاء:

* ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه، وقيل له: كم سن القاضي؟ فقال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي ولاه رسول الله ^ على مكة، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله ^ قاضيا على اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيا على البصرة (12/8).

* ولما توفي داود الظاهري وجلس ولده أبو بكر للفتيا استصغروه، فدسوا عليه من يسأله عن حد السكر، ومتى يعد الرجل سكران ؟ فقال : إذا عزبت عنه الهموم ، وباء بسره المكتوم، فاستحسن ذلك منه (13/109).

قاض أنصف تاجرا من أمير:

شكا تاجر إلى القاضي ابن بشير أنه ضاعت له جارية صغيرة، وأنها في القصر، وكان الأمير الحكم بن عبد الرحمن الأندلسي معروفا بالعلم والورع والعدل، فقال له القاضي: لا يكمل عدلك حتى تنصف من نفسك ، وهذا قد ادعى أمرا، فلا بد من إحضارها ، وشهادة الشهود على عينها، فأحضرها الحكم، وأنصف التاجر (8/270).

كيف عزل قاضي القضاة بمصر:

بعث المتوكل إلى نائبه بمصر، فحلق رأس قاضي القضاة محمد ابن أبي الليث، وضربه، وطوف به على حمار في رمضان، وسجن، وكان ظلوما، جهميا. ثم ولي القضاء الحارث بن مسكين، فكان يضربه كل حين عشرين سوطا ليؤدي ما وجب عليه، فإنا لله ! (12/36).

أجرؤ الناس على الفتيا:

Page 96