182

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

* وأوصى عبيدة السلماني أن يصلي عليه الأسود بن يزيد، فقال الأسود: عجلوا به قبل أن يجيء الكذاب - يعني المختار الثقفي.

* كانت وصية ابن سيرين: "ذكر ما أوصى به محمد ابن أبي عمرة أهله وبنيه، أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب ?يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون?[البقرة:132] وأوصاهم أن لا يدعو أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين، فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزنى والكذب، وأوصى فيما ترك: إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي.." فذكر الوصية (4/620-621).

* وقال محمد بن القاسم: دخلت على محمد بن أسلم قبل موته بأربعة أيام بنيسابور، فقال: يا أبا عبد الله! تعال أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير، قد نزل بي الموت، وقد من الله علي أنه ما لي درهم يحاسبني الله عليه. ثم قال: أغلق الباب، ولا تأذن لأحد حتى أموت، وتدفنون كتبي. واعلم أني أخرج من الدنيا وليس أدع ميراثا غير كسائي ولبدي وإنائي الذي أتوضأ فيه وكتبي هذه، فلا تكلفوا الناس مؤونة (12/199).

* قال عبد الرحمن بن مهدي: لما احتضر سفيان الثوري بكى وجزع، فقلت له: يا أبا عبد الله! ما هذا البكاء ؟ قال: يا عبد الرحمن! لشدة ما نزل بي من الموت، الموت والله شديد. فمسسته، فإذا هو يقول: روح المؤمن تخرج رشحا، فأنا أرجو. ثم قال: الله أرحم من الوالدة الشفيقة الرفيقة، إنه جواد كريم، وكيف لي أن أحب لقاءه وأنا أكره الموت. فبكيت حتى كدت أن أختنق، أخفي بكائي عنه، وجعل يقول: أوه.. أوه.. من الموت.

Page 182