Anis Fudala
أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء
Genres
* قال رجل للقاسم بن محمد - وقد ذهب بصره - : لقد سلبت أحسن وجهك. قال: صدقت، غير أني منعت النظر إلى ما يلهي، وعوضت الفكرة في العمل فيما يجدي.(1)
* وأنشد الجاحظ لابن عباس:
إن يأخذ الله من عيني نورهما * ففي لساني وسمعي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل * وفي فمي صارم كالسيف مأثور(2)
* وقد أخذ هذا المعنى الخريمي فقال:
فإن يك عيني خبا نورها * فكم قبلها نور عين خبا
فلم يعم قلبي ولكنما * أرى نور عيني لقلبي سعى
والمعري فقال:
سواد العين زاد سواد قلبي * ليتفقا على فهم الأمور(3)
وقال أبو علي البصير - أعمى -(4):
لئن كان يهديني الغلام لوجهتي * ويقتادني في السير إذ أنا راكب
فقد يستضيء القوم بي في أمورهم * ويخبو ضياء العين والرأي ثاقب
من فخر العميان:
* قال اليمان ابن أبي اليمان البندنيجي:
أنا اليمان ابن أبي اليمان * أسعد من أبصرت في العميان
إذا تلقني تلق عظيم الشان * تلاقني أبلغ من سحبان
في العلم والحكمة والبيان(5)
* وقال أبو علي البصير - أعمى -(6):
إذا ما غدت طلابة العلم ما لها * من العلم إلا ما يخلد في الكتب
غدوت بتشمير وجد عليهم * ومحبرتي سمعي ودفترها قلبي
* وقال عز الدين أحمد بن عبد الدائم(7):
إن يذهب الله من عيني نورهما * فإن قلبي بصير ما به ضرر
أرى بقلبي دنياي وآخرتي * والقلب يدرك ما لا يدرك البصر
تمنى العمى فأصبح أعمى!
قال المؤمل بن أميل المحاربي الكوفي (ت190ه) في امرأة من أهل الحيرة يهواها من أهل الحيرة:
شف المؤمل يوم الحيرة النظر * ليت المؤمل لم يخلق له بصر
فيقال إنه بات تلك الليلة فرأى رجلا في المنام أدخل أصبعيه في عينيه، وقال: هذا ما تمنيت. فأصبح أعمى.
ومن هذه القصيدة:
Page 154