146

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

قال الوزير أبو الصغر لأبي العيناء الإخباري : ما أخرك عنا ؟ قال : سرق حماري . قال : وكيف سرق ؟ قال : لم أك مع اللص فأخبرك . قال : فهلا جئت على غيره ؟ قال : أخرني عن السرى قلة يساري ، وكرهت ذلة المكاري ومنة العواري (13/309).

جاء ليسرق عندنا فسرقناه :

دخل لص على مالك بن دينار فما وجد ما يأخذ ، فناداه مالك : لم تجد شيئا من الدنيا فترغب في شيء من الآخرة ؟ قال : نعم . قال: توضأ ، وصل ركعتين ، ففعل ثم جلس وخرج إلى المسجد فسئل من ذا ؟ قال : جاء ليسرق فسرقناه (5/363) .

كلمات في الطلب :

* آخى النبي ^ بين بلال وأبي رويحة ، فأتيا في زمن عمر إلى قوم من خولان فقالا : إنا قد أتيناكم خاطبين ، وقد كنا كافرين فهدانا الله ، ومملوكين فأعتقنا الله ، وفقيرين فأغنانا الله ، فإن تزوجونا فالحمد لله ، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله . فزوجوهما (1/358).

* وقال ابن السكيت : كتب رجل إلى صديق له : قد عرضت حاجة إليك ، فإن نجحت فالفاني منها حظي ، والباقي حظك . وإن تعذرت فالخير مظنون بك ، والعذر مقدم لك، والسلام . (12/18) .

* ودخل ابن السماك على رئيس في شفاغة لفقير فقال : إني أتيتك في حاجة ، والطالب والمعطي عزيزان إن قضيت الحاجة ، ذليلان إن لم تقض ، فاختر لنفسك عز البذل عن ذل المنع ، وعز النجح على ذل الرد (8/329).

توقيع:

* عزل الإمام الناصر لدين الله عاملا له يدعى ابن زيادة عن عمل كان يتولاه، ولم يبين له سبب عزله، فرفع إليه شعرا منه هذا البيت:

هب أن ذلك عن رضاك فمن ترى * يدري مع الإعراض أنك راض

فوقع له على رقعته : "الاختيار صرفك، والاختبار صرفك، وما عزلناك لخيانة ولا جناية، ولكن للملك أسرار، لا تطلع عليها العامة، ولتعلمن نبأه بعد حين"(1).

Page 146