132

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

* دخل عمر بن حوشب الوالي على سفيان الثوري ، فسلم عليه ، فأعرض عنه ، فقال : يا سفيان ! نحن والله أنفع للناس منك ، نحن أصحاب الديات، وأصحاب الحمالات ، وأصحاب حوائج الناس والإصلاح بينهم ، وأنت رجل نفسك . فأقبل عليه سفيان ، فجعل يحادثه ، ثم قام . فقال سفيان : لقد ثقل علي حين دخل ، ولقد غمني قيامه من عندي حين قام (7/246) .

* ومثله ما أورده ابن تيمية في منهاج السنة أن المسور بن مخرمة - من صغار الصحابة - دخل على معاوية ، ولما خلا به وطلب منه أن يخبره بجميع ما ينقمه عليه ، ذكر له المسور جميع ذلك . فقال معاوية : ومع هذا يا مسور ألك سيئات ؟ قال : نعم .

قال : أترجو أن يغفرها الله ؟ قال : نعم .

قال : فما جعلك أرجى لرحمة الله مني ؟ وإني مع ذلك والله ما خيرت بين الله وغيره إلا اخترت الله على غيره . ووالله لما أليه من الجهاد وإقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفضل من عملك . وأنا على دين يقبل الله من أهله الحسنات ويتجاوز عن السيئات . فما جعلك أرجى لرحمة الله مني ؟ قال المسور : فخصمني.(1)

من كتب إلى الخليفة ليبين له الحق:

Page 132