Anis Fudala
أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء
Genres
قال الذهبي: هذه عبارة رديئة، وكلام نحس. بل نبوة محمد ^ حق، قطعي، إن صح خبر الطير، وإن لم يصح، وما وجه الارتباط؟ هذا أنس قد خدم النبي ^ قبل أن يحتلم، وقبل جريان القلم، فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة. فرضنا أنه كان محتلما، ما هو بمعصوم من الخيانة، بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولا، ثم إنه حبس عليا عن الدخول كما قيل، فكان ما ذا ؟ والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت، فلو حبسه أو رده مرات ما بقي يتصور أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه إلا، اللهم إلا أن يكون النبي ^ قصد بقوله: "ائتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي" عددا من الخيار، يصدق على مجموعهم أنهم أحب الناس إلى الله، كما يصح قولنا: أحب الخلق إلى الله الصالحون، فيقال: فمن أحبهم إلى الله ؟ فنقول: الصديقون والأنبياء. فيقال: فمن أحب الأنبياء كلهم إلى الله ؟ فنقول: محمد وإبراهيم وموسى. والخطب في ذلك يسير. وأبو لبابة - مع جلالته - بدت منه خيانة، حيث أشار لبني قريظة إلى حلقه، وتاب الله عليه. وحاطب بدت منه خيانة، فكاتب قريشا بأمر تخفى به النبي ^ من غزوهم، وغفر الله لحاطب مع عظم فعله - رضي الله عنه -.
ثم قال: وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله، وله على خطئه أجر واحد(1). وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو. والرجل فمن كبار علماء الإسلام، ومن أوثق الحفاظ رحمه الله تعالى (13/231-233).
* وأنكر العلماء على أبي حاتم ابن حبان البستي قوله: "النبوة العلم والعمل"، فحكموا عليه بالزندقة، وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة، فكتب بقتله.
Page 116