هرميون :
نعم، وأي بغض يا كليون! إن مكانتي لرهينة بهذا البغض بعد هذا الإحسان الكثير الذي جزاه بالنسيان، هذا الذي كان عزيزا علي فاستطاع خيانتي، آه! لقد أسرفت في حبه فلم أعد أستطيع له الآن إلا البغض.
كليون :
ابتعدي عنه إذن يا مولاتي، وما دام حبك يتيم غيره ...
هرميون :
آه! دعي غضبي عليه يزدد، دعيني أستوثق من النكاية بعدوي يا كليون، إني لأريد تركه، إني لأتركه أشد ما أكون نفورا منه، وإن الخائن ليدفعني إلى ذلك ما استطاع.
كليون :
ماذا تنتظرين؟ أن يلقاك بإهانة أخرى؟ إنه ليحب أسيرة بمرأى منك، وكل هذا لا يكفي ليبغضه إليك، ماذا يستطيع أن يعمل بعدما عمل؟ لقد ساءك لو كان يستطيع إلى ذلك سبيلا؟
هرميون :
لم تريدين أيتها القاسية أن تهيجي أشجاني؟ إني لأخشى أن أعرف نفسي كما هي، جدي في ألا تصدقي شيئا من كل ما ترين، اعتقدي أني لم أعد أحب، وأثني لي على انتصاري، اعتقدي أن قلبي قد بلغ منه الغيظ حتى جمد، وا حسرتاه! وإن استطعت فدعيني أومن بذلك. أتريدين أن أفر منه؟! ليكن ذاك، فلن يعوقني شيء، لا نحسد بعد غنيمته الدنيئة، لتبسط أسيرته سلطانها عليه، لنفر ... ولكن إذا عاد الخائن فأذعن للواجب، إذا استرد الحب بعض المكان في قلبه، إذا أكب على قدمي يستميحني العفو، إذا استطعت أيها الحب أن تلزمه طاعتي، إذا أراد ... ولكن الخائن لا يريد إلا أن يهينني. لنبق مع ذلك، لننغص عيشهما، لنلتمس بعض اللذة في أن نثقل عليهما، أو لنكرهه على أن يفصم هذه العروة الوثقى، لنجعله مجرما أمام اليونان جميعا، ها أنا ذي قد جررت غضبهم على الابن، وإني لأريد أن تطلب إليه الأم أيضا، فلنحملها من الألم ما حملتني، لتفقده أو ليكن سببا في هلاكها.
Unknown page