كانت أشعاري الأولى خاصة بالرعاة، ولما حاولت عمل الشعر في الأغراض الحماسية منعني أبولو؛ ولذا فإني أترك للآخرين التغني بصيتك وحروبك يا فاروس، وأطلب إليك أن تتقبل مني هذه الأغنية الريفية التي سيعتز بها رب الشعر ما دامت هي مكرسة لك.
عثر راعيان على سيلينوس نائما بعد حفل للشراب، فحاولا أسره بأن ربطاه بتيجانه، ولكي يحصل على حريته قبل أن ينشدهما أغنية كثيرا ما كان يعدهما بها. وما إن ابتدأ في الغناء حتى شرعت القردة والحيوانات المفترسة ترقص على وقع الأنغام، وتهز أشجار البلوط قممها طربا؛ فقد تغنى بالخليقة وكيف تقابلت الذرات الأولى في مكان، وكيف تشكل منها العالم كله والأرض، وكيف انفصلت الأرض اليابسة عن البحر وبدأت تتشكل، وكيف بدأت الشمس تشرق والسحب تتكون وتهبط على هيئة أمطار، وكيف نمت الغابات وتحركت المخلوقات الحية فوق الجبال.
تحدث بعد ذلك عن بيرها وساتورن وبروميثيوس وضياع هيلاس، ثم أخذ يصف كيف هامت باسيفاي، في نوبة من الجنون، بحب ثور وصارت تقتفي أثره فوق الجبال، وتحدث بعدئذ عن أتالانتا وشقيقات فايثون، وكيف سيق جالوس بواسطة إحدى ربات الفن إلى الجبل الأيوني حيث حياه لينوس كشاعر وطلب منه أن يترنم بالغابة جرينيا. ثم تحدث عن سكيلا وهي تهدم أسطول أوليسوس، وعن ثيريوس وفيلوميلا وكيف تحولا إلى طائرين.
لقد أنشد جميع الأغاني التي سمع يوروتاس ذات يوم أن أبولو قد منعها، وصار ينشد حتى جاء المساء أخيرا، وكان ذلك بسرعة فاضطر الرعاة أن يدخلوا أغنامهم إلى الحظائر.
الأنشودة السابعة
هذه أنشودة مبادلة يقص فيها ميليبويوس، المباراة بين الراعيين ثيرسيس وكوريدون. والأخير راعي عنزات.
تلخيص الأنشودة السابعة
بينما كان دافنس جالسا تحت شجرة سنديان، تصادف أن كان الراعيان كوريدون وثيرسيس يسوقان قطيعيهما إلى نفس المكان، وقد شرد تيس هناك أيضا. فلما رآني دافنس توسل إلي أن أقف عنده قليلا، وبالرغم من عدم وجود من يرعى حملاني، لم أستطع التنحي عن القيام بدور القاضي في المباراة الغنائية بين كوريدون وثيرسيس، فبدأ أحدهما ورد عليه الآخر وهكذا صار كل منهما يرد على زميله:
كوريدون :
يا ربات الفن، سأغني كما يغني كدروس، وإذا ما تعذر علي ذلك فسوف أترك ممارسة فني.
Unknown page