87

Al-aḥādīth al-arbaʿīn al-Nawawiyya maʿa mā zāda ʿalayhā Ibn Rajab wa-ʿalayhā al-sharḥ al-mūjaz al-mufīd

الأحاديث الأربعين النووية مع ما زاد عليها ابن رجب وعليها الشرح الموجز المفيد

Publisher

الجامعة الإسلامية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٤هـ/١٩٨٤م

Publisher Location

المدينة المنورة

Genres

الطب، وهي الوقاية التي يقي بها الإنسان صحته، وهي التقليل من الأكل بل يأكل بقدر ما يسد رمقه ويقويه على أعماله اللازمة، وإن شر وعاء مليء هو البطن لما ينتج عن الشبع من الأمراض الفتاكة التي لا تحصى عاجلا أو آجلا باطنا أو ظاهرا، ثم إن الرسول ﷺ قال: إذا كان الإنسان لابد له من الشبع، فليجعل الأكل بمقدار الثلث، والثلث الآخر للشرب، والثلث للنفس حتى لا يحصل عليه ضيق وضرر، وكسل عن تأدية ما أوجب الله عليه في أمر دينه أو دنياه ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾، فعلى الإنسان أن يتأدب بالآداب الشرعية، ويمتثل أمر الرسول ﷺ، وأن يحافظ على صحته، فإنه كما قيل: الوقاية خير من العلاج، وكما قيل: المعدة بيت الداء.
شعر:
وإنك مهما تعطي بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
الحديث الثامن والأربعون:
عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ قال: "أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجز، وإذا عاهد غذر" متفق عليه.
المفردات:
أربع: خصال. منافقا خالصا: نفاقا عمليا. منهن: من هؤلاء الأربع. خصلة، بفتح الخاء: خلة. يدعها: يتركها. حدث: أخبر. كذب: تمهيدا لعذره ومقصده لئلا يلام على تقصير أو لغرض آخر. وإذا

1 / 89