3

Amthal

الأمثال من الكتاب والسنة

Investigator

د. السيد الجميلي

Publisher

دار ابن زيدون / دار أسامة-بيروت

Publisher Location

دمشق

أسماعا وأبصارا فَمَا أدْركْت أسماع الرؤوس وأبصارها أَيقَن بِهِ الْقلب واستقرت النَّفس واتسعت فِي علم ذَلِك وانشرح صَدره بذلك وَمَا غَابَ عَن أسماع الرؤوس وأبصارها وَجَاءَت أَخْبَارهَا عَن الله وَتلك الْأَشْيَاء مكنونة أَيقَن الْقلب بذلك وَلَكِن تحيرت النَّفس وتذبذبت وَإِن النَّفس مستقرها فِي الْجوف وَالْقلب مستقره فِي فَوق النَّفس فالقلب كدلو مُعَلّق فِي الصَّدْر بعروقه وَبِمَا فِيهِ من الْمكنون وَتَحْته النَّفس وفيهَا الشَّهَوَات والهوى ريح من تنفس النَّار خرجت إِلَى مَحل الشَّهَوَات بِبَاب النَّار واحتملت نسيمها وأفراحها حَتَّى أوردتها على النَّفس فَإِذا هبت ريح الْهوى بِأَمْر وَجَاءَت بذلك النسيم والفرح إِلَى النَّفس تحركت النَّفس وَفَارَتْ ودب فِي الْعُرُوق طيبها ولذتها فِي أسْرع من اللحظة فَإِذا أخذت النَّفس فِي التذبذب والتمايل والاهتشاش إِلَى مَا تصور وتمثل لَهَا فِي الصَّدْر تحرّك الْقلب وتمايل هَكَذَا وَهَكَذَا من وُصُول تِلْكَ اللَّذَّة إِلَيْهِ فَإِذا لم يكن فِي الْقلب شَيْء يثقله ويسكنه مَال إِلَى النَّفس فاتفقا واتسقا على تِلْكَ الشَّهَوَات فَإِن كَانَت تِلْكَ مَنْهِيّا عَنْهَا فبرز إِلَى الْأَركان فعلهَا فَصَارَت مَعْصِيّة وذنبا وَإِنَّمَا يثقل الْقلب بِالْعلمِ الله لِأَن الْعلم بِاللَّه يُورث الخشية

1 / 15