الملك :
عجبا! أأنت هنا بين العبب والتيار، وعلى هذا العود الذي يشفق أبوك من ركوبه، وأبوك من تعلمين أشجع العرب قلبا؟
الأميرة :
ولم لا تكون ابنة الملك شجاعة القلب مثله! إن الأسد لا يلد إلا اللبؤة.
الملك (يهدأ غضبه) :
ومن أين مجيئك الساعة يا بثينة؟
الأميرة :
من الموضع الذي أحبه كما أحب الحجرة التي ولدت فيها، ومن ناحية السرحة التي أحن لها كحنيني للمقاصير التي ضمتني طفلة ممهدة، ومن بقعة مباركة، وقفت السعادة بك في ظلها على أمي الرميكية فرأيتها فأجبتها أول وهلة. ولم تكن إلا غسالة مغمورة فتزوجتها فرفعتها أعلى ذرى الشرف، ومن هذا الزواج الموفق السعيد ولدت أنا لأب قصر الأبناء عن بره، وملك جل عن النظراء والأمثال. أليس ذلك المكان الذي هو مهد حبكما الأول من حقه أن يحن إليه أحيانا، بل من حقه أن يحج آنا فآنا!
الملك (متأثرا) :
بنفسي وروحي أنت يا بثينة! لقد عظمت المهد وقضيت الحق، والآن ألا ترجعين إلى القصر بسلام، فلا أحسب القصر إلا قائما لغيبتك على ساق، حتى لكأني بأمك تسأل عن أمرك، وبجدتك أشغل وأشد قلقا.
Unknown page