148

Amir Ahmar

الأمير الأحمر: قصة لبنانية

Genres

الشيب، ولاحت من بين فلقتيها

18

قبضة خنجره كأنها رأس أفعى.

أمر الشاعر بالدنو منه، وأقفل الباب، فأطرق الشاعر وتكتف.

قال له المير: قلت لي أنك تلميذ عين ورقة. - نعم يا مولاي، أنا تلميذ عين ورقة. - على رئاسة من؟ - على رئاسة ... رئاسة ... اسمه على رأس لساني. صار مطرانا بعد مدة. يا ربي تذكرني. تذكرت. الخوري يوسف اسطفان؟

فعبس الأمير لحظة لهذه الذكرى ثم قال: هل عرفت شخصا اسمه الشدياق سركيس شاهين؟ - وكيف ... سركيس شاهين ... هذا جبيلي. كان رفيقي في الصف، وكنا مثل الإخوة. - اجتمعت به بعد المدرسة؟ - منذ سنة تقريبا كان في قبرص، وقالوا لي إنه رجع إلى لبنان. - إذن تعرفه إذا فتشت عليه؟ - معلوم. - إلى أي صف وصلتم في المدرسة؟ - درسنا كل العلوم واللغات: فلسفة، لاهوت،

19

عربي، سرياني، لاتيني، طلياني. - اسمع إذن ما أقول لك: أنت شاعر جئتنا مادحا فأكرمناك، وفوق ذلك الإكرام أنا أكلفك بمهمة، إذا قمت بها لك مني مئة ربع ذهب فندقلي. نعم فندقلي. ووظيفة في القصر. تكون من كتابي. - اؤمر يا مولانا. - تفتش على الشدياق سركيس وترشد خيالتي عليه. هم يمشون خلفك، لا تخرج أنت من قرية حتى يدخلوها هم، وهكذا يظلون على مقربة منك. - وماذا يصير إذا دللتهم عليه؟ - تقبض المبلغ وتقعد على كرسي وظيفتك. - اسمح لي أن أسأل.

فأومأ الأمير برأسه أن اسأل.

فقال الشاعر: وماذا تعمل به الخيالة؟ - يأتوني برأسه؛ لأنه أزعجني جدا.

Unknown page