21
لحيته. وقدم له الغليون «الشبوق»، فأخذ ماسورته، وانبسطت أسارير وجهه، فخففت وطأة حاجبه الثقيل، ولانت شوكة شاربيه، وتلك كانت عادته: فلا يكلم إلا حين يبتسم ...
قال بطرس كرامه: ما يأمر مولانا؟ فلأمر ما ظهرت لنا بهذا الثوب على خلاف العادة.
فابتسم الأمير وقال: كأنك قاعد في فكري. لا فرق يا معلم بطرس بين ربح يوم صيد وربح معركة. الظفر حلو، ولو في أحقر الأمور، والغلبة أحلى ولو كانت على أجبن الطيور: الحجل .
وكان الحراس المختلفو الألوان والأجناس في مراكزهم يصغون ويسمعون.
وبعد أن سكت المير هنيهة قال: أين كاسبة؟ من حقها أن تحضر مجلسنا هذا.
وجاء بها مهيار فوضعها في أقصى السماطين،
22
فأومأ الأمير إليه أن قربها، ثم قال لها: مقعدك حدي.
ومد يده إليها يدغدغ رأسها وهو يقول، بينا تشغل فكره قضية أخرى: عافاك ... ربحت معركة اليوم.
Unknown page