Aman Min Akhtar Asfar
الأمان من أخطار الأسفار
Investigator
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
1409 AH
أحب ان تهب لي قميصك هذا اصلى فيه وأتبرك به وإنما أردت ان انظر إليه والى جسده هل به جراحه واثر السيف قال لا بل أكسوك خيرا من هذا فقلت ابن رسول الله لا أريد غير هذا فخلعه وانا انظر إليه والى جسده هل به اثر السيف فوالله كأنه العاج الذي مسته صفره وما به اثر قال فبكى المأمون بكاء طويلا وقال ما بقي مع هذا شئ ان هذا لعبرة للأولين والآخرين وقال يا ياسر أما ركوبي إليه واخذي السيف ودخولي عليه فانى ذاكر له ولخروجي عنه ولست أذكر شيئا غيره ولا أذكر أيضا انصرافي إلى مجلسي فكيف امرى وذهابي إليه لعن الله هذه الابنة لعنا وبيلا تقدم إليها وقل لها يقول لك أبوك والله لئن جئتني بعد هذا اليوم شكوت أو خرجت بغير اذنه لانتقمن له منك ثم سر إلى ابن الرضا (ع) وأبلغه عنى السلام واحمل عليه عشرين ألف دينار وقدم إليه الشهري ركبته البارحة ثم مر بعد ذلك الهاشميين ان يدخلوا بالسلام ويسلموا عليه قال ياسر فأمرت لهم بذلك ودخلت انا أيضا معهم عليه وسلمت وأبلغت التسليم ووضعت المال بين يديه وعرضت الشهري فنظر إليه ساعة ثم تبسم فقال يا ياسر هكذا كان العهد بيننا وبين أبي وبينه حتى يهجم على بالسيف اما علم أن لي ناصرا وحاجزا يحجز بيني وبينه فقلت يا سيدي يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما كان يعقل شيئا من امره وما علم أين هو من ارض الله وقد نذر لله نذرا صادقا وحلف ان لا يسكر بعد ذلك ابدا فان ذلك من حبائل الشيطان فإذا أنت يا ابن رسول الله أتيته فلا تذكر له شيئا ولا تعاتبه على ما منه فقال (ع) هكذا كان عزمي ورأيي والله ثم دعا بثيابه ولبس ونهض وقام معه الناس أجمعون حتى دخل على المأمون
Page 76