261

Kitāb al-Amālī fī lughat al-ʿArab

كتاب الأمالي في لغة العرب

Publisher

دار الكتب المصرية

Edition

الثانية

Publication Year

١٣٤٤ هـ - ١٩٢٦م

فنكب عنهم درء الأعادي وداووا بالجنون من الجنون ولا يرعون أكناف الهويني إذا حلّوا ولا روض الهدون
وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍِ، ﵀، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: رأيت رجلًا بالجفر من بني العنبر به لوثة بل هوج ظاهر أحفظ خلق الله للشعر.
وكان إذا قَالَ له قائل: أنشدنا، تمر له وشتمه، وإذا أنشد وحدّث اندفق منه ثبج بحر مع فصاحة وحسن إنشاد، فأنشدني يومًا من غير أن أستنشده: فدت نفسي وما ملكت يميني الأبيات كلها
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ عَنْ أبي حاتم قَالَ: لم يرث أحد قتيلا قتله قومه إلا قيس بن زهير، فإنه رثى حذيفة بن بدر وبنو عبس تولت قتله:
ألم تري أن خير الناس أضحى ... عَلَى جفر الهباءة ما يريم
ولولا بغيه ما زلت أبكى ... عليه الدهر ما بدت النجوم
ولكنّ الفتى حمل بن بدرٍ بغى ... والبغي مرتعه وخيم
أظنّ الحلم دلّ عَلَى قومي ... وقد يستجهل الرجل الحليم
مطلب حديث الأصمعي مع امرأة ثكلى من بني عامر نزل بها
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، قَالَ: نزلت عَلَى امرأة من بني عامر بن صعصعة وقد مات ابنٌ لها، وهي من القلق عَلَى مثل الرضفة، فقامت تعالج لي طعامًا، فقلت لها: يا هذه إنك لفي شغل عَنْ هذا، فقَالَت: والله لا تجوز بيتي إلا مقريًا، ولكن أنشدني أبياتا أسلو بهن، فإني أراك لوذعيًا، فأنشدتها أبيات نويرة بن حصين المازني يرثي ابنه: أني أرى الشامتين تجلدي وإني كالطاوي الجناح عَلَى كسر يرى واقعًا لم يدر ما تحت ريشه وإن ناء لم يسطع نهوضا إِلَى وكر

1 / 261