Kitāb al-Amālī fī lughat al-ʿArab
كتاب الأمالي في لغة العرب
Publisher
دار الكتب المصرية
Edition
الثانية
Publication Year
١٣٤٤ هـ - ١٩٢٦م
هلك، قَالَ الناس ما ترك، وقَالَت الملائكة ما قدم، فلله آباؤكم قدموا بعضًا، يكن لكم قرضًا، ولا تخلّفوا كلا، يكن عليكم كلا، أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: قلت لأعرابي: ما تقول فِي المرء؟ قَالَ: ما عسى أن أقول فِي شيء يفسد الصداقة القديمة، ويحلّ العقدة الوثيقة، أقلّ ما فيه أن يكون دربه للمغالبة، والمغالبة من أمتن أسباب الفتنة
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن بن خضر، عَنْ حماد بن إسحاق الوصلي، قَالَ: سمعت أبي، يقول: قَالَ رجل من العجم لملكٍ كان فِي دهره: أوصيك بأربع خلال ترضي بهن ربك، وتصلح بهن رعيتك، لا يغرّنّك ارتقاء السهل إذا كان المنحني وعرًا، ولا تعدنّ عدةً ليس فِي يديك وفاؤها.
واعلم أن لله نقماتٍ فكن عَلَى حذر.
واعلم أن للأعمال جزاءً فاتّقِ العواقب
وقرأنا عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد قول الشاعر:
وعازبٍ قد علا التهويل جنبته ... لا تنفع النعل فِي رقراقه الحافي
باكرته قبل أن تلغى عصافره ... مستخفيا صاحي وغيره الخافي
عازب: بعيد لا يأتيه أحد.
والتهاويل: الألوان المختلفة من الحمرة والشقرة والصفرة.
والجنبة: ضرب من النبات.
وقوله: لا تنفع النعل، يقول: لا تنفعه النعل من كثرة نداه.
ورقراقه: ما ترقرق منه.
وتلغى: تصيح.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بن بكار، قَالَ: كان هارون الرشيد كثيرًا ما يستنشد أبي لعبد الله بن مصعب:
وإني وإن أقصرت عَنْ غير بغضةٍ ... لراعٍ لأسباب المودة حافظ
وما زال يدعوني إِلَى الصرم ما أرى ... فآبي وتثنيني عليك الحفائظ
وأنتظر الإقبال بالودّ منكم ... وأصبر حتى أوجعتني المغايظ
وأنتظر العتبى وأغضي عَلَى القذى ... ألاين طورًا مرةً وأغالظ
وجربت ما يسلى المحب عَنِ الصبا ... فأقصرت والتجريب للمرء واعظ
1 / 254