319

Amālī Ibn al-Shajarī

أمالي ابن الشجري

Editor

الدكتور محمود محمد الطناحي

Publisher

مكتبة الخانجي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٣ هـ - ١٩٩١ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

﴿وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ﴾ تعود فى هذين القولين على العباد، فى قول من فسّر الظالم لنفسه بالمنافق، وقول من فسّره بالمشرك، فتقديره: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمن عبادنا ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات. وأما الإشارة فى قوله: ﴿ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ فموجّهة إلى السّبق الذى دلّ عليه (سابق) كما وجّهت الإشارة إلى الصبر والغفران فى قوله: ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (١) لدلالة فعليهما عليهما، وكما عاد الضمير إلى السّفه، الذى دل عليه السفيه فى قول القائل (٢):
إذا نهى السفيه جرى إليه ... وخالف والسّفيه إلى خلاف
/أى جرى إلى السّفه، ومثله قول القطامىّ (٣):
هم الملوك وأبناء الملوك لهم ... والآخذون به والسّاسة الأول
أراد الآخذون بالملك، فأضمره لدلالة ذكر الملوك عليه، والإشارة بمنزلة الإضمار، ألا ترى أنها قد سدّت مسدّ الضمير فى قوله تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا﴾ (٤) فالإشارة من «أولئك» قامت مقام الضمير العائد من الجملة إلى المخبر عنه، فكأنه قيل: كلّهنّ كان عنه مسئولا.
آخر المجلس.
...

(١) سورة الشورى ٤٣.
(٢) غير مسمّى. والبيت فى معانى القرآن ١/ ١٠٤، وتأويل مشكل القرآن ص ٢٢٧، ومجالس ثعلب ١/ ٦٠، ونقائض جرير والأخطل ص ١٥٧، والخصائص ٣/ ٤٩، والمحتسب ١/ ١٧٠، وشرح الحماسة ص ٢٤٤، وأمالى المرتضى ١/ ٢٠٣، والإنصاف ص ١٤٠، والهمع ١/ ٦٥. وفى حواشى تأويل المشكل مراجع أخرى. ونسب إلى أبى قيس بن الأسلت فى إعراب القرآن المنسوب خطأ إلى الزجاج ص ٩٠٢، وليس فى ديوانه المطبوع. وأعاد ابن الشجرى إنشاده فى المجالس: السابع عشر، والثامن والثلاثين، والتاسع والخمسين، والخامس والسّتّين.
(٣) ديوانه ص ٣٠، والموضع المذكور من معانى القرآن، وأمالى المرتضى، وجمهرة أشعار العرب ص ٨١٩، والخزانة ٥/ ٢٢٦. والبيت أعاده ابن الشجرى فى المجلسين الثامن والثلاثين، والسادس والسبعين.
(٤) سورة الإسراء ٣٦.

1 / 103