385

أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أخبرنا علي بن الحسن، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالرحيم السمرقندي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن لقمان القباني، قال: حدثنا علي بن نصر، قال: حدثنا الحسن بن الربيع الكوفي، عن عبدالحميد بن صالح البرجمي، عن زكريا بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، عن كميل بن زياد النخعي، قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: يا سبحان الله، ما أزهد كثيرا من الناس في الخير! عجبت لرجل يأتيه أخوه المؤمن في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا، فو الله لو كنا لانرجو جنة ولا ثوابا، ولا نخشى نارا ولا عقابا، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبل النجاح. فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم، وماهو خير منه لما أتانا سبايا (طي) وقعت جارية حماء، حواء، لعساء، لمياء، عيطاء، شماء الأنف، معتدلة القامة، درماء الكعبين، خدلجة الساقين، لفاء الفخذين، خميصة الخصرين، ضامرة الكشحىن، فلما رأيتها أعجبت بها، وقلت: لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يجعلها في في، فلما تكلمت نسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت: يا محمد، إن رأيت أن تخلي عني، ولا تشمت بي العرب، فإني ابنة سرة قومي، كان أبي يفك العاني، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، وما رد طالب حاجة قط عنها، أنا ابنة حاتم الطائي.

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك إسلاميا ترحمنا عليه، خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله سبحانه وتعالى يحب مكارم الأخلاق، فقام أبو بردة، فقال: يار سول الله، الله يحب مكارم الأخلاق؟ فقال: نعم، يا أبا بردة، لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق.

قال علي بن مهدي: حماء: أي سمراء، وكذلك الحوى عن الحوة في اللون، ومن هذا قيل لامرأة آدم عليه السلام حواء. واللما واللعس: سواد مستحسن في الشفه، قال ذو الرمة:

Page 87