Amālī Abī Ṭālib ʿ
أمالي أبي طالب ع
Genres
قال: فتعجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال له: إن لكل يقين حقيقة، فما حقيقة يقينك؟ فقال: إن يقيني يا رسول الله حزني وأسهر ليلي، وأظمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى عرش الرحمن ربي عز وجل وقد نصب للحساب، وقد حشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون فيها، ويتعارفون على الأرائك متكئون، وكأني أنظر إلى أهل النار يعذبون فيها يصطرخون، وكأني أسمع الآن زفير النار تدور في مسامعي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: (( هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان )). ثم قال له: الزم ما أنت عليه. فقال له الشاب: ادع الله لي يا رسول الله، أن يرزقني الشهادة معك. قال: فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واستشهد بعد تسعة نفر، وكان هو العاشر(1).
أخبرنا عبد الله بن محمد القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود السجستاني، قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا سليمان بن كثير، قال: حدثنا الزهري، عن عطاء بن يزيد،
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه سئل: أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ فقال: (( رجل جاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ورجل يعبدالله في شعب من الشعاب قد كفى الناس شره ))(2).
أخبرنا أحمد بن محمد الآبنوسي البغدادي، قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين، قال: حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان بن زياد الضبي، قال: حدثنا قاسم بن الضحاك، قال: حدثني معاوية بن سفيان المازني، قال:
Page 40