قلت: نعم سنتزوج يوم أكون طليقا وسأكون ولا ريب.
وكأنما كان القدر مسعفي، فقد وجدت «د» الرجل الذي سكنت إلى حبه واطمأنت إلى نعمة العيش في كنفه فودت طلاقا.
وكذلك كان زواجي الثاني منذ عشر سنوات، ونحن على محض الحب والوفاء والهناءة باقيان ...
ما الذي يقتل الحب؟
تسامع الناس بأنني اختطفت ابنتي، بل أسوأ من ذلك وأدهى أن القضاء حكم بأنني كنت خائنة عهد زوجي، وقضى بطلاقه من هذه المرأة التي لا تعرف للشرف حقا، ولا ترعى حفاظا، وحكم له بأخذ الطفلة ...
جرى ذلك كله باسم العدالة! فيا للنكر ويا للسوء! ...
أيتها العدالة، كم من مظالم ترتكب باسمك ...!
نعم، لقد كانت تلك كلها ظلما فوق ظلم، وأكاذيب إثر أكاذيب.
وقد حدث الحادث الأكبر في ذات صبح فقد فيه زوجي صوابه، ومضت نزعة الغيرة التي طالما استبدت به، فاحتملته إلى نوبة عارضة من نوبات الجنون، وكنت قد استيقظت في ذلك الصباح كمن يصحو من حلم أليم يملأ صدره تطيرا وشر النذر، فإذا به لا يزال في نصف ثيابه واقفا حيال المرآة يتهيأ للبسة الخروج.
واستدار نحوي وفي عينه بريق الكراهية والحنق.
Unknown page