الثلاثون من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي
الثلاثون من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي
Publisher
مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية
Edition Number
الأولى
Publication Year
٢٠٠٤
Genres
الْجُزْءُ الثَّلاثُونَ مِنَ الْمَشْيَخَةِ الْبَغْدَادِيَّةِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَوْنَكَ وَعَفْوَكَ يَا رَبُّ أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، ﵀،
1 / 1
مِنْ فَوَائِدِ أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيْوَةَ
1 / 2
١ - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، نا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ، نا الْقَاضِي أَبُو عُبَيْدِ بْنِ حَرْبَوَيْهِ، نا أَبُو السُّكَيْنِ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَرُ عن أَبِي زَحْرِ بْنِ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ، حَدَّثَنِي طَاوُسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ بِلُقْمَانَ وَالنَّاسُ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ الْعَبْدَ الأَسْوَدَ الَّذِي كُنْتَ تُرَاعِينَا بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى، قَالَ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءُ الأَمَانَةِ، وَتَرْكُ مَا لا يَعْنِينِي "
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو الْفَضْلِ مَيْمُونُ بْنُ هَارُونَ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ، أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ كَانَ جَالِسًا، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ ذُبَابٌ يَقَعُ عَلَى وَجْهِهِ، وَأَلَحَّ عَلَيْهِ فِي الْوُقُوعِ مِرَارًا حَتَّى أَضْجَرَهُ، فَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ بِالْبَابِ، فَقِيلَ: مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: عَلَيَّ بِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ، قَالَ لَهُ: هَلْ تَعْلَمُ لِمَاذَا خَلَقَ اللَّهُ الذُّبَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، لِيُذِلَّ بِهِ الْجَبَّارِينَ، فَسَكَتَ الْمَنْصُورُ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ، نا أَبُو الْفَضْلِ مَيْمُونُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ذُكِرَ التُّفَّاحُ يَوْمًا بَحَضْرَةِ الْمَأْمُونِ، فَقَالَ: اجْتَمَعَ فِي التُّفَّاحَةِ الصُّفْرَةُ الدُّرِّيَّةُ، وَالْحُمْرَةُ الذَّهَبِيَّةُ، وَبَيَاضُ الْفِضَّةِ، وَنُورُ الْقَمَرِ، يَلَذُّ بِهَا مِنَ الْحَوَاسِّ ثَلاثٌ: الْعَيْنُ بِلَوْنِهَا، وَالأَنْفُ بِعُرْفِهَا، وَالْفَمُ بِطَعْمِهَا، قَالَ: وَكَانَ الأَحْنَفُ يَقُولُ: صُحْبَةُ الأَشْرَارِ رُبَّمَا وَرَّثَتْ سُوءَ ظَنٍّ بِالأَخْيَارِ.
1 / 3
مِنْ فَوَائِدِ ابْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانِ
1 / 4
٢ - أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السَّمُرِيُّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْمُقْرِئُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَاهِلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ الأَزْدِيُّ، نا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى الشَّبَابَ، يَقُولُ: «مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَوْصَانَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ نُوَسِّعَ لَكُمْ فِي الْمَجْلِسِ، وَأَنْ نُفَهِّمَكُمُ الْحَدِيثَ، فَإِنَّكُمْ خُلُوفُنَا، وَأَهْلُ الْحَدِيثِ بَعْدَنَا»
وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، نا أَبُو عِيسَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، نا جَدِّي، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، عَنْ إِسْنَادِ حَدِيثٍ سَقَطَ عَلَيَّ، فَقَالَ: تَدْرِي مَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْحَدَّادُ؟ قَالَ: الإِسْنَادُ مِثْلُ الدَّرَجِ، وَمِثْلُ الْمَرَاقِي، فَإِذَا زَلَّتْ رِجْلُكَ عَنِ الْمِرْقَاةِ سَقَطْتَ، وَالرَّأْيُ مِثْلُ الْمَرَجِ وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الْحَرَّانِيُّ، نا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِالأَعْمَشِ وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ تُحَدِّثُ هَؤُلاءِ الصِّبْيَانِ؟ قَالَ الأَعْمَشُ: هَؤُلاءِ يَحْفَظُونَ عَلَيْكَ دِينَكَ وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو جَبَلَةَ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ أَلَمْ تَرَ إِلَى مَا عَمِلَ بِي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ الْيَوْمَ، فَقُلْتُ: وَأَيَّ شَيْءٍ عَمِلُوا بِكَ؟ قَالَ: قَالُوا لِي: هُوَ ذَا نَجِيءُ إِلَى السَّاعَةِ، أَنْتَظِرُهُمْ مَا جَاءُوا وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، نا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا أَبُو عَمَّارٍ، يَعْنِي الْحُسَيْنَ بْنَ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى يَذْكُرُ عَنِ الْفُضَيْلِ، قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: مَا طَلَبَ أَحَدٌ هَذَا الْحَدِيثَ إِلا قَلَّتْ صَلاتُهُ وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، أنا عَبْدُ اللَّهِ يُوسُفُ بْنُ دَرَسْتُوَيْهِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: ذَكَرُوا لِشُعْبَةَ حَدِيثًا لَمْ يَسْمَعْهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاحُزْنَاهُ قَالَ نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، نا ابْنُ يَمَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فِتْنَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ قَالَ نا يَعْقُوبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُوحٍ قُرَادًا، يَقُولُ: قَالَ شُعْبَةُ: نِعْمَ الرَّجُلُ سُفْيَانُ، لَوْلا أَنَّهُ يَغْمِسُ.
يَعْنِي يَأْخُذُ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا عَوْنُ بْنُ صَالِحٍ، نا عَوْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُغِيرَةَ يَقُولُ: كَانَ مِنْ أَخْيَارِ النَّاسِ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ، فَصَارَ الْيَوْمَ شِرَارُ النَّاسِ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثِ، لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا حَدَّثْتُ وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، أنا دَعْلَجٌ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ، يَقُولُ: لا تُكْثِرُوا مِنَ الْحَدِيثِ الْغَرِيبِ الَّذِي لا يجرب الْفُقَهَاء، فَأَخَذَهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَيَّ فَقَالَ: كَذَّابٌ وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا أَحْمَدُ. . . . . .، قَالَ ضَمْرَةُ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، رُبَّمَا حَدَّثَ بَعَسْقَلَانَ يَبْتَدِئُهُمْ يَقُولُ: انْفَجَرَتِ الْعُيُونُ، انْفَجَرَتِ الْعُيُونُ، يَعْجَبُ مِنْ نَفْسِهِ وَصُورَتِهِ وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ يَقُولُ: قِيلَ لِلأَعْمَشِ لَوْ حَدَّثْتَنَا، فَقَالَ: لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِعِزْقٍ أَوْ رَغِيفٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ.
وَجَدْتُ فِيمَا رَوَى جَدِّي، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: سَأَلَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ الأَعْمَشَ، عَنْ إِسْنَادِ حَدِيثٍ فَأَخَذَ بِحَلقِهِ فَأَسْنَدَهُ إِلَى الْحَائِطِ، وَقَالَ: هَذَا إِسْنَادُهُ قَالَ السِّلَفِيُّ ﵀: وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا الْخَطِيبُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ بِالأَحَادِيثِ إِلَى آخِرِهَا.
فَائِدَةٌ وَاحِدَةٌ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، نا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ لَفْظًا، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْعَلَوِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالرِّيِّ، نا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْبَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ يَقُولُ: مَا كَانَ طَلَبُ الْحَدِيثِ خَيْرًا مِنَ الْيَوْمِ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَطْلُبُونَهُ، وَلَيْسَ لَهُمْ نِيَّةٌ، فَقَالَ: طَلَبُهُمْ إِيَّاهُ نِيَّةٌ فَائِدَةٌ أُخْرَى وسَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا الْكَرَمِ ابْنَ الْعَبَّاسِ النَّحْوِيَّ، لَفْظًا، فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْقَاسِمِ التَّنُوخِيَّ، يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الرَّمَانِيُّ، وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ كُلَّ كِتَابٍ لِمُتَرْجِمِهِ فَلَمَّا بَلَغَ كِتَابَ اللَّهِ ﷾، فَقَالَ: ﴿هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ﴾ [إبراهيم: ٥٢]
1 / 5
مِنْ فَوَائِدِ الْبُرْجُلانِيِّ
1 / 6
١٠٠ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الطُّيُورِيُّ، بِقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرٍ الأَصْبَهَانِيِّ عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ مَعَ جَمِيعِ كِتَابَ النَّوَادِرِ، جَمْعَ الْبُرْجُلانِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُصَيْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ الصُّوفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، نا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، نا الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: " دَعَا الْحَسَنُ نَفَرًا مِنْ إِخْوَانِهِ، قَالَ: فَجَاءُوا وَجَاءَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَمَعَهُ أَخٌ فَقِيرٌ لَهُ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ عَلَيْهِمَا بِالسَّلامِ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ الْقَوْمُ، قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: أَقْبَلْتَ عَلَى هَؤُلاءِ دُونَ أَصْحَابِكَ، قَالَ: لَعَلَّ بَعْضَ هَؤُلاءِ، أَوْ قَالَ: هَؤُلاءِ مِنَ الْمُلُوكِ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ
حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، فَأَتَاهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ بِعَشْرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: بَعَثَ بِهَا الأَمِيرُ إِلَيْكَ يَا أَبَا عُثْمَانَ، قَالَ بِلُطْفٍ لَهُ: بِرِفْقِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو زَيْدٍ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، أنا أَبُو الْهُذَيْلِ حُصَيْنٌ حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، أنا أَبُو بَكْرٍ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ إِسْرَائِيلَ: مَا كَانَ اسْمُ التَّمِيمِيِّ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: كَانَ اسْمُهُ أَرْبَدَةَ حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ سُئِلَ عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي. . . . . . بِالسُّوَيْقِ، فَقَالَ: اسْمُهُ هُرْمُزُ حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْخَزَّازُ، قَالَ: رَأَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ مَا يَصْنَعُ أَهْلُ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: مَهْلًا يَا وَرَثَةَ الأَنْبِيَاءِ لا تَكُونُوا هَكَذَا حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلَالٍ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ لأَصْحَابِهِ أَنَا أَقُصُّ عَلَيْكُمْ مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَةً، مَا حَذَقَ مِنْكُمْ أَحَدٌ بَعْدُ! حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ لِقَتَادَةَ: وَأَيَّ رَايَةِ بِيطَارٍ نَصَبْتَ؟ حَدَّثَنَا الْبُرْجُلانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ نُصَيْرٍ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: إِذَا ظَهَرَ الْقَلْسُ عَلَى لِسَانِكَ فَتَوَضَّأْ
1 / 7
١٠١ - قَالَ وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا دَاوُدُ الطَّائِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ ﷺ «بَزَقَ فِي ثَوْبِهِ، وَرَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ»
قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ بَحْرٍ، نا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَيُّوبُ اشْتَدَّ جَزَعُ يُونُسَ، وَابْنِ عَوْنٍ عَلَيْهِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ السَّعْدِيُّ الْعَابِدُ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا أَرَى هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عِدَّةِ الْمَوْتِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُؤْذِي أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ فُلانٌ، قَالَ: " لَيْسَ فِي الْمَوْتِ شَمَاتَةٌ، أَلا قُلْتُمْ لِي: قَدْ أَصَابَ مَالا، قَدْ أَصَابَ وَلَدًا " وحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ أَبُو أَحْمَدَ يُرَى بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَيُرَى يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ قَالَ نا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الْخُرَاسَانِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ دِينَارٍ لأَصْحَابِهِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ: هَلْ لَكُمْ فِي الْحَجِّ؟ فقَالُوا: خَرِفَ الشَّيْخُ، عَلَى ذَلِكَ لَنُطِيعَنَّهُ، قَالَ: مَنْ أَرَادَ ذَلِكَ؟ فَخَرَجُوا إِلَى الْجِبَالِ بِرَوَاحِلِهِمْ، فَقَالَ: خَلُّوا أَزِمَّتَهَا قَالَ: فَأَصْبَحُوا وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى جِبَالِ تِهَامَةَ قَالَ نا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: جَاءَ مُسْلِمٌ إِلَى دِجْلَةَ وَهِيَ تَقْذِفُ بِالزَّبَدِ، قَالَ: فَمَشَى عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: هَلْ تَفْقِدُونَ شَيْئًا؟
1 / 8
مِنْ فَوَائِدِ هَنَّادٍ
سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا الْحُسَيْنِ ابْنَ الطُّيُورِيِّ، بِقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرٍ الأَصْبَهَانِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هَنَّادَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَالِحِ بْنِ عِصْمَةَ النَّسَفِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ النَّيْسَابُورِيَّ، يَقُولُ: كَانَ الْجُنَيْدُ بَاتَ لَيْلَةَ الْعِيدِ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَعْتَادُهُ فِي الْبَرِّيَّةِ، فَلَمَّا آنَ وَقْتُ السَّحَرِ إِذَا هُوَ بِشَابٍّ مُلْتَفٍّ فِي عَبَاءَةٍ وَهُوَ يَبْكِي وَيَقُولُ:
بِحُرْمَةِ غُرَّتِي كَمْ ذَا الصُّدُودُ ... أَلَا تَعْطِفْ عَلَيَّ وَلا تَجُودُ
سُرُورُ الْعِيدِ قَدْ عَمَّ الْبَرَايَا ... وَحُزْنِي فِي ازْدِيَادٍ مَا يَبِيدُ
فَإِنْ كُنْتُ اقْتَرَفْتُ خِلالَ سُوءٍ ... فَعُذْرِي فِي الْهَوَى أَنْ لا أَعُودُ
أَنْشَدَنَا هَنَّادٌ، أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَيْدٍ الْبَزَّازُ، أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَرَزِيُّ، أَنْشَدَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَرَزِيُّ بِالْبَصْرَةِ:
أَكْثَرْتَ مِنْ زَوْرِهِ فَمَلَّكْ ... وَزِدْتَ فِي ذَاكَ فَاسْتَهَلَّكَ
لَوْ كُنْتَ مِمَّنْ يَزُورُ غِبًّا ... آثَرَ فِي قَلْبِهِ مَحَلَّكْ
أَنْشَدَنَا هَنَّادٌ، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بِنَيْسَابُورَ لِأَبِي عَلِيِّ بْنِ مُقْلَةَ فِي نَكْبَةِ عُقَيْبِ الْوَزَارَةِ الأُولَى:
إِذَا اشْتَمَلَتْ عَلَى الْيَأْسِ الْقُلُوبُ ... وَضَاقَ لِمَا بِهِ الْقَلْبُ الرَّحِيبُ
وَأَوْطَنَتِ الْمَكَارِهُ وَاطْمَأَنَّتْ ... وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الْخُطُوبُ
وَلَمْ يُرْ لِانْكِشَافِ الضُّرِّ وَجْهٌ ... وَلا أَغْنَى بِحِيلَتِهِ الأَرِيبُ
أَتَاكَ عَلَى قُنُوطٍ مِنْكَ غَيْثٌ ... يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيفُ الْمُسْتَجِيبُ
وَكُلُّ الْحَادِثَاتِ إِذَا تَنَاهَتْ ... فَمَقْرُونٌ بِهَا فَرَجٌ قَرِيبٌ
رِسَالَةُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ وَغَيْرِهَا فِي وَصْفِ كِتَابِهِ لِتَأْلِيفِ السُّنَنِ.
سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا الْحُسَيْنِ الطُّيُورِيَّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ مِنْ أَوَّلِ الرِّسَالَةِ إِلَى آخِرِ اعْتِقَادِ الشَّافِعِيِّ بقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرٍ الأَصْبَهَانِيِّ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وسَمِعْتُ الاعْتِقَادَ فَقَطْ ثَانِيًا بِقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرٍ الْمُؤْتَمَنِ بْنِ أَحْمَدَ السَّاجِيِّ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيَّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيَّ، بِصَيْدَا، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيَّ، بِمَكَّةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنَ الأَشْعَثِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ شَدَّادٍ السِّجِسْتَانِيَّ، وَسُئِلَ عَنْ رِسَالَتِهِ الَّتِي كَتَبَهَا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، وَغَيْرِهَا كِتَابًا لَهُمْ فَأَمْلَى عَلَيْنَا: سَلامٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ ﷺ تَسْلِيمًا، كُلَّمَا ذُكِرَ، أَمَّا بَعْدُ، عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ عَافِيَةً لا مَكْرُوهَ مَعَهَا، وَلا عِقَابَ بَعْدَهَا، فَإِنَّكُمْ سَأَلْتُمْ أَنْ أَذْكُرَ لَكُمُ الأَحَادِيثَ الَّتِي فِي كِتَابِ السُّنَنِ أَهِيَ أَصَحُّ مَا عَرَفْتُ فِي الْبَابِ، وَوَقَفْتُ عَلَى جَمِيعِ مَا ذَكَرْتُمْ، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ كَذَلِكَ كُلُّهُ، إِلا أَنْ يَكُونَ قَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ صَحِيحَيْنِ: أَحَدِهِمَا أَقْوَمُ إِسْنَادًا، وَالآخَرُ صَاحِبُهُ أَقْدَمُ فِي الْحَفْظِ قِدَمًا، فَكَتَبْتُ ذَلِكَ، وَلا أَرَى فِي كِتَابِي مِنْ هَذَا عَشَرَةَ أَحَادِيثَ، وَلَمْ أَكْتُبْ فِي الْبَابِ إِلا حَدِيثًا، أَوْ حَدِيثَيْنِ، وَإِنْ كَانَ فِي الْبَابِ أَحَادِيثُ صِحَاحٌ، فَإِنَّهُ يَكْثُرُ، وَإِنَّمَا أَرَدْتُ قُرْبَ مَنْفَعَتِهِ، وَإِذَا أَعَدْتُ الْحَدِيثَ فِي الْبَابِ مِنْ وَجْهَيْنِ، وَثَلاثَةٍ، فَإِنَّمَا هُوَ مَنْ زَادَهُ كَلامٌ فِيهِ، وَرُبَّمَا فِيهِ كَلِمَةٌ زِيَادَةٌ عَلَى الأَحَادِيثِ، وَرُبَّمَا اخْتَصَرْتُ الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ، لأَنِّي لَوْ كَتَبْتُهُ بِطُولِهِ لَمْ يُعْلَمْ مِنِّي مَنْ سَمِعَهُ، وَلا عَلِمْتُمْ مَوْضِعَ الْفِقْهِ مِنْهُ، فَاخْتَصَرْتُهُ لِذَلِكَ، وَأَمَّا الْمَرَاسِيلُ فَقَدْ كَانَ يَحْتَجُّ بِهَا الْعُلَمَاءُ فِيمَا مَضَى، مِثْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، حَتَّى جَاءَ الشَّافِعِيُّ، فَتَكَلَّمَ فِيهَا وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ، قَالَ: أَلَمْ يَكُنْ مُسْنَدًا ضِدَّ الْمَرَاسِيلِ، وَلَمْ يُوجَدِ الْمُسْنَدُ، فَالْمَرَاسِيلُ يُحْتَجُّ بِهِ، وَلَيْسَ هُوَ مِثْلَ الْمُتَّصِلِ فِي الْقُوَّةِ، وَلَيْسَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ الَّذِي صَنَّفْتُهُ عَنْ رَجُلٍ مَتْرُوكِ الْحَدِيثِ شَيْءٌ، وَإِذَا كَانَ فِيهِ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بَيَّنْتُهُ أَنَّهُ مُنْكَرٌ، وَلَيْسَ عَلَى نَحْوِهِ فِي الْبَابِ غَيْرُهُ، وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ لَيْسَ مِنْهَا فِي كِتَابِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَلا كِتَابِ وَكِيعٍ، إِلا الشَّيْءَ الْيَسِيرَ، وَعَامَّتَهُ فِي كِتَابَتِهِمَا، وَلا مَرَاسِيلَ، وَفِي كِتَابِ السُّنَنِ مِنْ مُوَطَّأ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، شَيْءٌ صَالِحٌ، وَكَذَلِكَ مِنْ مُصَنَّفَاتِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَلَيْسَ ثُلُثَ هَذِهِ الْكُتُبِ مِمَّا أَحْسَبُهُ فِي كُتُبِ جَمِيعِهِمْ، أَعْنِي مُصَنَّفَاتِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَقَدْ أَلَّفْتُهُ طِبْقًا عَلَى مَا وَقَعَ عِنْدِي، فَإِنْ ذُكِرَ لَكَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، سُنَّةً لَيْسَ فِيمَا خَرَّجْتُهُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ حَدِيثٌ وَاهٍ، إِلا أَنْ يَكُونَ فِي كِتَابِي مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ، فَإِنِّي لَمْ أُخَرِّجِ الطُّرُقَ لأَنَّهُ يَكْثُرُ عَلَى الْمُتَعَلِّمِ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا جَمَعَ عَلَى الاسْتِقْصَاءِ غَيْرِي، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلالُ قَدْ جَمَعَ مِنْهُ قَدْرَ تِسْعِ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَذَكَرَ أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: السُّنَنُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَ تِسْعِ مِائَةِ حَدِيثٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا يُوسُفَ، قَالَ: هِيَ أَلْفٌ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَبُو يُوسُفَ يَأْخُذُ بِتِلْكَ الْهَنَّاتِ مِنْ هُنَا وَهُنَا نَحْوَ الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ، وَمَا كَانَ فِي كِتَابِي مِنْ حَدِيثٍ فِيهِ وَهْنٌ شَدِيدٌ فَقَدْ بَيَّنْتُهُ، وَمِنْهُ مَا لا يَصِحُّ سَنَدُهُ، مَا لَمْ أَذْكُرْ فِيهِ شَيْئًا فَهُوَ صَالِحٌ، وَبَعْضُهَا أَصَحُّ مِنْ بَعْضٍ، وَهَذَا لَوْ وَصَفَهُ غَيْرِي، قُلْتُ أَنَا فِيهِ أَكْثَرَ وَهُوَ كِتَابٌ لا يَرِدُ عَلَيْكَ سُنَّةً عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، بِإِسْنَادٍ صَالِحٍ إِلا وَهُوَ فِيهِ، إِلا أَنْ يَكُونَ كَانَ اسْتُخْرِجَ مِنَ الْحَدِيثِ، وَلا يَكَادُ يَكُونُ هَذَا، وَلا أَعْلَمُ شَيْئًا بَعْدَ الْقُرْآنِ أَلْزَمَ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ هَذَا الْكِتَابِ، وَلا يَضُرُّ رَجُلا أَنْ لا يَكْتُبَ مِنَ الْعِلْمِ بَعْدَمَا يَكْتُبُ هَذِهِ الْكُتُبِ شَيْئًا، وَإِذَا نَظَرَ فِيهِ وَتَدَبُّرِهُ وَتَقَصِّيهِ، حِينَئِذٍ يَعْلَمُ مِقْدَارَهُ، وَأَمَّا هَذِهِ الْمَسَائِلُ مَسَائِلُ الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، فَهَذِهِ الأَحَادِيثُ أُصُولُهَا، وَيُعْجِبُنِي أَنْ يَكْتُبَ الرَّجُلُ مَعَ هَذِهِ الْكُتُبِ مِنْ رَأْيِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، وَيَكْتُبُ أَيْضًا مِثْلَ جَامِعِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَأَنَّهُ أَحْسَنَ مَا وُضِعَ لِلنَّاسِ مِنَ الْجَوَامِعِ وَالأَحَادِيثِ الَّتِي وَصَفْتُهَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ أَكْثَرُهَا مَشَاهِيرُ، وَهُوَ عِنْدَ كُلِّ مَنْ كَتَبَ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، إِلا أَنَّ تَمْيِيزَهَا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ كُلُّ النَّاسِ، وَالْفَخْرُ بِهَا أَنَّهَا مَشَاهِيرُ، فَإِنَّهُ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثٍ غَرِيبٍ، وَلَوْ كَانَ مِنْ رِوَايَةِ مَالِكٍ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَالثِّقَاتِ مِنْ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ، وَلَوِ احْتَجَّ رَجُلٌ بِحَدِيثٍ غَرِيبٍ وَجَدْتُ مَنْ يَطْعَنُ فِيهِ، وَلا يُحْتَجُّ بِالْحَدِيثِ الَّذِي قَدْ أَخَذَ بِهِ، إِذَا كَانَ الْحَدِيثُ غَرِيبًا شَاذًّا، فَأَمَّا الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ الْمُتَّصِلُ الصَّحِيحُ فَلَيْسَ يَقْدِرُ أَنْ يَرُدُّهُ عَلَيْكَ أَحَدٌ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: كَانُوا يَكْرَهُونَ الْغَرِيبَ مِنَ الْحَدِيثِ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: إِذَا سَمِعْتَ الْحَدِيثَ فَانْشُدْهُ كَمَا تُنْشَدُ الضَّالَّةُ، فَإِنْ عُرِفَ، وَإِلا فَدَعْهُ، وَإِنَّ مِنَ الأَحَادِيثِ فِي كِتَابِ السُّنَنِ مَا لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ، وَهُوَ مُرْسَلٌ، وَمُدَلَّسٌ إِذَا لَمْ تُوجَدِ الصِّحَاحُ عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلَيَّ، يَعْنِي أَنَّهُ مُتَّصِلٌ، وَهُوَ مِثْلُ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ، وَالْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَيْسَ بِمُتَّصِلٍ، وَسَمَاعُ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ، وَأَمَّا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، فَلَمْ يَسْمَعْ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الْحَارِثِ إِلا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، لَيْسَ فِيهَا مُسْنَدٌ وَاحِدٌ، وَأَمَّا فِي كِتَابِ السُّنَنِ فِي هَذَا فَقَلِيلٌ، وَلَعَلَّ لَيْسَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ لِلْحَارِثِ الأَعْوَرِ إِلا حَدِيثٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّمَا كَتَبْتُهُ بِآخِرَةٍ، وَرُبَّمَا كَانَ فِي الْحَدِيثِ ثَبْتُ صِحَّةِ الْحَدِيثِ مِنْهُ إِذَا كَانَ يَخْفَى ذَلِكَ عَلَيَّ، فَرُبَّمَا تَرَكْتُ الْحَدِيثَ إِذَا لَمْ أَفْهَمْهُ، وَرُبَّمَا كَتَبْتُهُ، وَتَبَيَّنْتُهُ، أَوْ لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا أَتَوَقَّفُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ لأَنَّهُ ضَرَرٌ عَلَى الْعَامَّةِ أَنْ يُكْشَفْ لَهُمْ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فِيمَا مَضَى مِنْ عُيُوبِ الْحَدِيثِ، لأَنَّ عِلْمَ الْعَامَّةِ يَقْصُرُ عَنْ مِثْلِ هَذَا، وَعَدَدُ كُتُبِي هَذِهِ السُّنَنِ ثَمَانِيَةَ عَشْرَ جُزْءًا مَعَ الْمَرَاسِيلِ، مِنْهَا جُزْءٌ وَاحِدٌ مَرَاسِيلُ، وَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ الْمَرَاسِيلِ مِنْهَا مَا لا يَصِحُّ، وَمِنْهَا مَا هُوَ مُسْنَدٌ عِنْدَ غَيْرِهِ، وَهُوَ مُتَّصِلٌ صَحِيحٌ، وَلَعَلَّ عَدَدَ الَّذِي فِي كُتُبِي مِنَ الأَحَادِيثِ قَدْرُ أَرْبَعَةِ آلافٍ وَثَمَانِ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَنَحْوَ سِتِّ مِائَةِ حَدِيثٍ مِنَ الْمَرَاسِيلِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمِيزَ هَذِهِ الأَحَادِيثَ مَعَ الأَلْفَاظِ فَرُبَّمَا يَجِيءَ الْحَدِيثُ مِنْ طَرِيقٍ وَهُوَ عِنْدَ الْعَامَّةِ مِنْ حَدِيثِ الأَئِمَّةِ الَّذِينَ هُمْ مَشْهُورُونَ، غَيْرَ أَنَّهُ رُبَّمَا طَلَبَ اللَّفْظَةَ الَّتِي يَكُونُ لَهَا مَعَانِي كَثِيرَةٌ.
وَمِمَّنْ عَرَفْتُ نَقَلَ مِنْ جَمْعِ هَذِهِ الْكُتُبِ، فَرُبَّمَا يَجِيءُ مِنْ طَرِيقِ الإِسْنَادِ فَيُعْلَمُ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ أَنَّهُ مُتَّصِلٌ، وَلا يَتَبَيَّنَهُ السَّامِعُ إِلا بِأَنْ يَعْلَمَ الأَحَادِيثَ وَيَكُونُ لَهُ غِيَرُ مَعْرِفَةٍ فَيَقِفُ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَيَرْوِيهِ الْبُرْسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَالَّذِي يَسْمَعُ يَظُنُّ أَنَّهُ مُتَّصِلٌ وَلا يَصِحُّ بَيْنَهُمْ، فَإِنَّمَا تَرَكْنَاهُ كَذَلِكَ هُوَ: لأَنَّ أَصْلَ الْحَدِيثِ غَيْرَ مُتَّصِلٍ وَلا يَصِحُّ، وَهُوَ حَدِيثٌ مَعْلُولٌ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ، وَالَّذِي لا يَعْلَمُ، يَقُولُ: قَدْ تَرَكَ حَدِيثًا صَحِيحًا فِي هَذَا وَجَاءَ بِحَدِيثٍ مَعْلُولٍ، وَإِنَّمَا لَمْ أَصِفْ فِي كِتَابِي السُّنَنِ إِلا الأَحْكَامَ، وَلَمْ أَصِفْ كُتُبَ الزُّهْدِ، وَفَضَائِلَ الأَعْمَالِ، وَغَيْرَهَا، فَهَذِهِ الأَرْبَعَةُ أَلْفِ حَدِيثٍ، وَالثَّمَانِ مِائَةِ كُلُّهَا فِي الأَحْكَامِ، فَإِنَّمَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ صِحَاحٌ فِي الزُّهْدِ وَالْفَضَائِلِ وَغَيْرِهَا فِي غَيْرِ هَذَا لَمْ أُخَرِّجْهُ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ: سَمِعْتُ إِسْنَادَ هَذِهِ الرِّسَالَةِ، وَأَسْطُرًا مِنْهَا مِنْ لَفْظِ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ جُمَيْعٍ، ثُمَّ قَرَأَهَا عَلَيْهِ أَبُو الْمُوَفَّقِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، وَذَلِكَ بِصَيْدَا فِي دَارِهِ سَنَةَ أَرْبَعِ مِائَةٍ مَجْلِسُ الصُّورِيِّ ﵀
1 / 9
٨٠٠٠ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ، إِمْلاءً، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّحَّاسِ، بِمِصْرَ، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَفْصِ بْنِ الوصني، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ابْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " مَا سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ: إِنِّي لأَظُنُّ بِكَذَا، وَكَذَا، إِلا كَانَ كَمَا يَظُنُّ، بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَقَالَ لَهُ: لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، وَإِنَّ هَذَا الرَّجُلُ عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، وَإِنَّكَ عَلَى دِينِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كُنْتَ كَاهِنَهُمْ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، فَقَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أعَزْمُ عَلَيْكَ إِلا مَا أَخْبَرْتَنِي، قَالَ: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَمَاذَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟ قَالَ: بَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ لَقِيَنِي أَعْرِفُ مِنْهُمُ الْفَزَعُ، قَالَتْ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْجِنِّ وَإِبْلاسِهَا، وَإِيَاسِهَا مِنْ أَنْسَاكِهَا، وَلُحُوقِهَا بِالْفَلاسِ، وَأَحْلاسِهَا، قَالَ عُمَرُ: صَدَقَ، بَيْنَا أَنَا عِنْدَ آلِهَتِهِمْ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعَجَلٍ، فَذَبَحَ، فَصَرَخَ مِنْهُ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدُّ صَوْتًا مِنْهُ، يَقُولُ: يَا جَلِيحُ، أَمْرٌ نَجِيحٌ رَجُلٌ فَصِيحُ، يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَوَثَبَ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: لا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، ثُمَّ نَادَى يَا جَلِيحُ أَمْرٌ نَجِيحٌ رَجُلٌ فَصِيحُ، يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقُلْتُ: لا أَبْرَحُ، فَمَا نَشَبْتُ أَنْ قِيلَ هَذَا نَبِيٌّ ".
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ
1 / 10
٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، بِصَيْدَا، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ «نَهَى عَنِ الْقَزَعِ» .
وَالْقَزَعُ أَنْ يُحْلَقَ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ جُمَيْعٍ، أنا ابْنُ مَخْلَدٍ، نا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ، قَاضِي الْبَصْرَةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ.
اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ رَحِمَهُمَا اللَّهُ عَلَى إِخْرَاجِهِ، فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَخْلَدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، وَعَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ الْغَطَفَانِيِّ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ عَنْهُمَا، كُلُّهُمْ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، فَشَيْخُنَا فِي رِوَايَةِ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، يُسَاوِي الْبُخَارِيَّ إِلَى عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، وَيَكُونُ فِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ، بِمَنْزِلَةِ شَيْخِهِ، وَأَكُونُ أَنَا بِمَنْزِلَتِهِ
1 / 11
٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَصْرِيِّ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُنِيرٍ الْخَشَّابُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ إِسْحَاقَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيَّانِ، بِمِصْرَ، قَالُوا: أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ، بِمَكَّةَ، نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَزَّازُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ نَوْمِهِ فَخَمَّرَ وَجْهَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ» .
وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ» .
اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، كِلاهُمَا، عَنْ سُفْيَانَ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِي إِسْنَادِهِ حَبِيبَةَ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ، وَذَكَرُوا فِيهِ حَبِيبَةَ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقَيْلٍ، وَعَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُقَيْلٍ، وَعَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، كُلُّهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرُوا حَبِيبَةَ فِيهِ، فَشُيُوخُنَا يَسَاوُنَ الْبُخَارِيَّ فِيهِ فِي رِوَايَةِ عَقِيلٍ، وَيَكُونُونَ بِمَنْزِلَةِ شَيْخِهِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَأَكُونُ أَنَا فِيهَا بِمَنْزِلَتِهِ، وَيَكُونُونُ مِثْلَ مُسْلِمٍ فِي رِوَايَةِ يُونُسَ، وَبِمَنْزِلَةِ شَيْخِهِ فِي رِوَايَةِ عَقِيلٍ، وَرِوَايَةِ صَالِحٍ إِلَى الزُّهْرِيِّ، وَأَكُونُ أَنَا فِيهَا بِمَنْزِلَتِهِ، وَلا أَعْلَمُ بِهَذَا الإِسْنَادِ حَدِيثًا غَيْرَهُ، وَاجْتَمَعَ فِيهِ زَوْجَتَانِ لِلنَّبِيِّ ﷺ، وَرَبِيبَتَانِ، فَالزَّوْجَتَانِ: زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالرَّبِيبَتَانِ: أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أُمِ حَبِيبَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقِ
1 / 12
٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زُهَيْرٍ الْقَيْسِيُّ، بِطَرَابُلْسَ، نا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الْقُرَشِيُّ، نا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا بَقِيَّةُ، نا الزَّبِيدِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «مَنْ دُعِيَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ نَحْوِهِ فَلْيُجِبْ» .
انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ، فَأَخْرَجَهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ بَقِيَّةَ، فَشَيْخُنَا يُسَاوِيهِ فِيهِ إِلَى بَقِيَّةَ، وَلَيْسَ لِلزَّبِيدِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الصَّحِيحِ غَيْرَهُ، وَهُوَ ضَيِّقٌ عَزِيزُ الْوُجُودِ، وَرُزِقْنَاهُ بِحَمْدِ اللَّهِ عَالِيًا
1 / 13
٦ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُعَدَّلُ، إِمْلاءً بِمِصْرَ بِانْتِقَائِي عَلَيْهِ، نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَاصِمٍ الْحَافِظُ، إِمْلاءً فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا عِمْرَانُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، نا ابْنُ الْمُسَيِّبِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَرْجِعُ فِي صَدَقَتِهِ، كَمَثَلِ الْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ فَيَأْكُلُهُ» .
انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ، فَأَخْرَجَهُ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ حَرْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، فَشَيْخُنَا فِيهِ بِمَنْزِلَةِ شَيْخِهِ إِلَى الأَوْزَاعِيِّ، وَأَنَا فِيهِ بِمَنْزِلَتِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرَانِيُّ، لَفْظًا، بِالأَكْوَاخِ عِنْدَ بَانِيَاسَ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، بِالْكُوفَةِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، أنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: عَلَى حَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إِذَا النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنَهَارِهِ إِذَا النَّاسُ مُفْطِرُونَ، وَبِصَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ، وَبِبُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَفْرَحُونَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ الْمِصْرِيُّ، بِطَرَابُلُسَ مِنْ حِفْظِهِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمِصْرِيِّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقَعِي، قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: الأُنْسُ بِاللَّهِ نُورٌ سَاطِعٌ، وَالأُنْسُ بِالنَّاسِ غَمٌّ وَاقِعٌ أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَافَى بْنِ أَبِي كُدَيَّةَ الْعَدْلُ الصُّورِيُّ، بِهَا، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَحْمَدَ الرُّوذْبَارِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ ذُو النُّونِ: اللَّطَمَاتُ تُورِثُ الْحَسَرَاتِ، أَوَّلُهَا أَسَفٌ، وَآخِرُهَا تَلَفٌ، فَمَنْ تَابَعَ طرفه، تَابَعَ حَتْفَهُ أَنْشَدَنِي أَبُو الْيُمْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَابُوسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ قَابُوسٍ الأَدِيبُ، بِطَرَابُلُسَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ خَالُوَيْهِ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ:
اللَّهُ أَحْمَدُ شَاكِرًا ... فَبَلاؤُهُ حَسَنٌ جَمِيلُ
أَصْبَحْتُ مَسْتُورًا مُعَافًا ... بَيْنَ أَنْعُمُهِ أَجُولُ
خِلْوٌ مِنَ الأَحْزَانِ خِفُّ الطَّهْوِ يُقْنِعُنِي الْقَلِيلُ
حُرَّا فَلا مِنَنٌ ... لِمَخْلُوقٍ عَلَيَّ وَلا سَبِيلُ
لَمْ يُشْقِنِي حِرْصٌ وَلا ... طَمَعٌ وَلا لَيْلٌ طَوِيلُ
سِيَّانُ عِنْدِي ذُو الْفَتَى ... الْمِتْلافُ وَالرَّجُلُ الْبَخِيلُ
وَنَفَيْتُ بِالْيَأْسِ عَنِّي ... فَطَابَ لِيَ الْمَقِيلُ
وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ لِمَنْ ... خَفَّتْ مُئُونَتُهُ خَلِيلُ
آخِرُ الْمَجْلِسِ حِكَايَةٌ عَنِ ابْنِ الطُّيُورِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْكَرَمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الضَّبِّيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ إِحْدًى وَتِسْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قَطَنٍ السِّمْسَارُ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَرَّاقُ، فِي سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ ازْدَحَمُوا عَلَى عِيسَى بْنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ، فَسَقَطَ عَنْ عُمَارَةَ مَغْشِيٍّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ لِيَسْتَوِي جَالِسًا، فَقَالَ: مَا لَكُمْ تَكَأْكَأْتُمْ عَلَيَّ كَتَكَأْكُئِكُمْ عَلَى ذِي جِنَّةٍ افْرَنْقِعُوا عَنِّي.
أَيْ تَنَحَّوْا عَنِّي، قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: سَأَلْتُ سَلَمَةَ عَنْ قَوْلِهِ افْرَنْقِعُوا عَنِّي، قَالَ: هِيَ لُغَةُ أَهْلِ الْيَمَنِ اعْتِقَادُ الشَّافِعِيُّ أَيْضًا مِنْ رِوَايَتِهِ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الطُّيُورِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ وَأَنَا أَسْمَعُ، الأُولَى بِقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرٍ مَحْمُودِ بْنِ الْفَضْلِ الأَصْبَهَانِيِّ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَالثَّانِيَةِ بِقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرٍ الْمُؤْتَمَنِ بْنِ أَحْمَدَ السَّاجِيِّ، فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْعُشَارِيُّ الْحَرْبِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَزْدَكَ الْبَرْدَعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْمِصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: وَقَدْ سُئِلَ عَنْ صِفَاتِ اللَّهِ وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُؤْمِنَ بِهِ، فَقَالَ: لِلَّهِ ﵎ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ جَاءَ بِهَا أَنْبِيَاؤهُ وَخَبَّرَ بِهَا نَبِيُّهُ ﷺ أُمَّتَهُ، لا يَسَعُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَانَتْ لَدَيْهِ الْحُجَّةُ، أَنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِهِ، وَصَحَّ عِنْدَهُ، بِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ لا يَجُوزُ خِلافُهُ، فَإِنْ خَالَفَهُ بَعْدَ ثُبُوتِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ بِهِ، فَهُوَ بِاللَّهِ كَافِرٌ، فَأَمَّا قَبْلَ ثُبُوتِ الْحُجَّةِ مِنْ جِهَةِ الْخَبَرِ فَمَعْذُورٌ بِالْجَهْلِ، لأَنَّ عِلْمَ ذَلِكَ لا يُدْرَكُ بِالْعَقْلِ، وَلا بِالرُّؤْيَةِ وَالْفِكْرِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ، إِخْبَارُ اللَّهِ إِيَّانَا أَنَّهُ سَمِيعٌ، وَأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ، بِقَوْلِهِ: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ [المائدة: ٦٤] وَأَنَّ لَهُ يَمِينًا، بِقَوْلِهِ: ﴿وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر: ٦٧]، وَأَنَّ لَهُ وَجْهًا، بِقَوْلِهِ: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]، وَقَوْلُهُ: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٧]، وَأَنَّ لَهُ قَدَمًا، بِقَوْلِهِ: ﷺ: «حَتَّى يَضَعَ الرَّبُّ فِيهَا قَدَمَهُ» .
يَعْنِي فِي جَهَنَّمَ، وَأَنَّهُ يَضْحَكُ مِنْ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، بِقَوْلِهِ: ﷺ لِلَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: «أَنَّهُ يَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ، وَأَنَّهُ يَهْبِطُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا»، يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِذَلِكَ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ» .
وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَبْصَارِهِمْ كَمَا يَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَأَنَّ لَهُ إِصْبَعًا، بِقَوْلِهِ ﷺ: «مَا مِنْ قَلْبٍ إِلا وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ ﷿» .
وَإِنَّ هَذِهِ الْمَعَانِيَ الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ بِهَا نَفْسَهُ، وَوَصَفَ بِهَا رَسُولُهُ ﷺ، لا يُدْرِكُ حَقِيقَةَ ذَلِكَ بِالْفِكْرِ، وَالرُّؤْيَةِ، وَلا يَكْفُرُ بِالْجَهْلِ بِهَا أَحَدٌ، إِلا بَعْدَ انْتِهَاءِ الْخَبَرِ إِلَيْهِ بِهَا، وَإِنْ خَلَّفَ الْوَارِدُ لِذَلِكَ خَبَرًا يَقُومُ فِي الْفَهْمِ مَقَامَ الْمُشَاهَدَةِ فِي السَّمَاعِ، وَجَبَتِ الدَّيْنُونَةُ عَلَى سَامِعِهِ بِحَقِيقَتِهِ، وَالشَّهَادَةِ عَلَيْهِ، كَمَا عَايَنَ وَسَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلِمَنْ ثَبَّتَ هَذِهِ الصِّفَاتِ، وَتَنْفِي التَّشْبِيهَ، كَمَا نَفَى ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ، فَقَالَ: " ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] " مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ
1 / 14
٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الطُّرَيْثِيثِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ البازياء.
ح، وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو يَعْلَى بْنُ شَاذَانَ، بِذَلِكَ وَبِجَمِيعِ كِتَابِ غَرِيبِ الْحَدِيثِ بِبَغْدَادَ، قَالا: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ السِّجِسْتَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو عُبَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «قَدِمَ وَفْدُ الْحَبَشَةِ، فَجَعَلُوا يَزْفِنُونَ، وَيَلْعَبُونَ، وَالنَّبِيُّ ﷺ قَائِمٌ يَنْظُرُ، فَقُمْتُ وَأَنَا مُسْتَتِرَةٌ خَلْفَهُ، فَنَظَرْتُ حَتَّى أَعْيَيْتُ، ثُمَّ قَعَدْتُ، فَنَظَرْتُ حَتَّى أَعْيَيْتُ، ثُمَّ قَعَدْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَائِمٌ يَنْظُرُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْمُشْتَهِيَةِ لِلنَّظَرِ»
1 / 15
٨ - حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، قَالَتْ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ»
حَدِيثٌ وَاحِدٌ، وَحَدِيثَانِ لِلشَّافِعِيِّ
1 / 16
٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ الْقَطَّانُ، بِقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرٍ الأَصْبَهَانِيِّ عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، وَأَبُو الْمُعَمَّرِ الأَنْصَارِيُّ، فِي رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذٌ، نا مُسَدَّدٌ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ " أَحْسَنُ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، أَحْسَبُهُ فَطِيمًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ "
حَدِيثٌ وَاحِدٌ
1 / 17
١٠ - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمُعَمَّرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَمَّرِ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي عِمَامَةَ الْوَاعِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى آلِ سَمُرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، قَالَ: «أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنَ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ»
فَائِدَةٌ أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، أنا ابْنُ حَيَّوَيْهِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، نا الْوَلِيدُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿السَّائِحُونَ﴾ [التوبة: ١١٢]، قَالَ: هُمْ طَلَبَةُ الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ
1 / 18
١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّيْلَمِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ الْخَطَّاطُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ. . . . .، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، وَتَلَفَّظَ لَنَا بِالإِجَازَةِ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ يَعْنِي الْقُرَشِيَّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِلالٍ، نا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ، وَهُوَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُبَارَكُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلا كُلُّ مَحْرُومٍ»
1 / 19
١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، نا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقَاضِي، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الضُّحَى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُدِيمُونَ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى؟ هَذَا بَابُكُمْ، فَادْخُلُوهُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ ﷿ "
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى الْمِنْقَرِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، نا سَلَمَةُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، قَالَ فِي النَّبِيِّ ﷺ: «
ثَلاثَةٌ بَرَزُوا بِعِضَاهِمْ ... نَضَّرَهُمْ رَبُّهُمْ إِذَا نُشِدُوا
فَلَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ لَهُ بَصَرٌ ... يُنْكِرُ تَفْضِيلَهُمْ إِذَا ذُكِرُوا
عَاشُوا بِلا فُرْقَةٍ ثَلاثَتُهُمْ ... وَاجْتَمَعُوا فِي الْمَمَاتِ إِذَ قُبِرُوا
» حَدِيثٌ وَاحِدٌ مِنَ الأَرْبَعِينَ لابْنِ وَدْعَانَ
1 / 20