248

Al-Qiyāma al-ṣughrā

القيامة الصغرى

Publisher

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

Edition

الرابعة

Publication Year

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Publisher Location

الكويت

Genres

عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين (١)، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان (٢) كاللؤلؤ. فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ، فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة " (٣)، والسِّر في عدم ترك عيسى الدجال حتى يموت بنفسه - هو إنها أسطورة هذا المخلوق وفتنته، فإن الناس إذا شاهدوا قتله وموته استيقنوا أنه ضعيف مغلوب على أمره وأن دعواه كانت زورًا وكذبًا.
المطلب الرابع
مهمة عيسى بعد القضاء على الدجال وإهلاك يأجوج ومأجوج
يقضي عيسى على الدّجال وفتنته، ويخرج يأجوج ومأجوج في زمانه - كما سيأتي بيانه - فيفسدون في الأرض إفسادًا عظيمًا، فيدعو عيسى ربه، فيستجيب له، ويصبحون موتى، لا يبقى منهم أحد، وعند ذلك يتفرغ عيسى للمهمة الكبرى التي أنزل من أجلها، وهي تحكيم شريعة الإسلام، والقضاء على المبادئ الضالة، والأديان المحرفة، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: " والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل

(١) أي: ثوبان مصبوغان بورس ثم زعفران.
(٢) الجمان حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار، والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ.
(٣) صحيح مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال: (٤/٢٢٥٣)، ورقمه: (٢٩٣٧) .

1 / 264