237

Al-Qiyāma al-ṣughrā

القيامة الصغرى

Publisher

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

Edition

الرابعة

Publication Year

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Publisher Location

الكويت

Genres

قال النووي في شرحه على مسلم في ابن صياد: " قال العلماء: وقصته مشكلة، وأمره مشتبه في أنه هو المسيح الدجال المشهور أم غيره، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة، قال العلماء: وظاهر الأحاديث أن النبي ﷺ لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال، ولا غيره، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة، فلذلك كان النبي ﷺ لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره، ولهذا قال لعمر: " إن يكن هو فلن يستطيع قتله " (١)، وقد كان عمر بن الخطاب يجزم بأن ابن صائد هو الدجال، وكذلك عبد الله بن عمر ﵄، فقد روى أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عمر أنه كان يقول: والله ما أشك أن ابن صائد هو المسيح الدجال (٢) .
وقد نقل النووي عن البيهقي قوله: " ليس في حديث جابر أكثر من سكوت النبي ﷺ لقول عمر، فيتحمل أنه ﷺ كان كالمتوقف في أمره، ثم جاءه البيان أنه غير كما صرح به في حديث تميم " (٣) .
وقد مكث ابن صائد بعد الرسول مدة من الزمان، وادعى أنه أسلم، ولكن الناس لم يثقوا بإسلامه، وبقوا يتشككون في أمره، هذا ابن عمر - كما يروي مسلم في صحيحه - يلقى ابن صائد مرتين، فيقول لبعض من معه: هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا، والله. قال: قلت: كذبتني، والله، لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالًا وولدًا، فكذلك هو زعموا اليوم.
قال ابن عمر: فتحدثنا، ثم فارقته، ثم لقيه ابن عمر لقية أخرى، وقد نفرت عينه (٤)،

(١) شرح النووي على مسلم: (١٨/٤٦) .
(٢) المصدر السابق.
(٣) شرح النووي على مسلم: (١٨/٤٨) .
(٤) نفرت: ورمت، ونتأت.

1 / 253