ومما يعصم المسلم من الدجال أن يلجأ إلى أحد الحرمين الشريفين مكة أو المدينة، فإن الدجال محرم عليه دخولها.
وقد ذكر لنا الرسول ﷺ كيف واجه ذلك الرجل الصالح الدجال، وصدع في وجهه بالحق، وكيف أنه لم يلن له بالقول، كما سبق ذكر الأحاديث التي تكشف حقيقة ما معه مما يشبه الجنة والنار.
ومما ينجي العبد من الدجال الالتجاء إلى الله والاحتماء به منه ومن فتنته، وقد جاءت النصوص النبوية آمرة المسلم بالاستعاذة بالله من فتنته، ففي صحيح البخاري عن عائشة ﵂، قالت: " سمعت رسول الله ﷺ يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال " (١) .
وكان الرسول ﷺ يتعوذ دائمًا بعد التشهد من فتنة الدجال، فيقول: " اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال " (٢) .
المطلب الثالث عشر
هلاكه والقضاء على فتنته وإهلاك أتباعه من اليهود
سبق أن سقنا الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة بتمامه، وفيه في آخره أن هلاك الدجال يكون على يد عيسى ابن مريم ﵇ " فبينما
(١) صحيح البخاري، في كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، فتح الباري: (١٣/٩٠) .
(٢) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، ورواه مسلم في صحيحه، في باب ما يستعاذ منه في الصلاة.