والثانية: الدابة. والثالثة: الدجال " رواه ابن جرير. ورواه الطبراني وإسناده جيد.
وذكر ابن كثير أن القول بأن آية الدخان لم تأت بعد هو قول علي بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس والحسن البصري (١)، واستدل ابن كثير على ما ذهب إليه بأمور:
١- الأحاديث الصحيحة والحسنة الواردة في الموضوع الدالة على أن الآية لم تأت بعد.
٢- قوله تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ) [الدخان: ١٠] أي بين واضح يراه كل أحد، وليس خيالًا كما ذهب إليه ابن مسعود.
٣- قوله تعالى: (يَغْشَى النَّاسَ) ولو كان أمرًا خياليًا يخص أهل مكة المشركين، لما قيل فيه: (يَغْشَى النَّاسَ) (٢) .
وقال النووي في شرحه على مسلم عند قوله ﷺ: " لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان ... ": " هذا الحديث يؤيد قول من قال: إن الدخان يأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام، وأنه لم يأت بعد، وإنما يكون قريبًا من قيام الساعة، وقد سبق في كتاب بدء الخلق قول من قال هذا، وإنكار ابن مسعود عليه، وأنه إنما هو عبارة عما نال قريشًا من القحط، حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان، وقد وافق ابن مسعود جماعة، وقال بالقول الآخر حذيفة وابن عمر والحسن، ورواه حذيفة عن النبي ﷺ، وأنه يمكث في الأرض أربعين يومًا، ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار " (٣) .
(١) تفسير ابن كثير: (٦/٢٤٨) .
(٢) تفسير ابن كثير: (٦/٢٤٧) .
(٣) شرح النووي على مسلم: (١٨/٢٧) .