القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
Publisher
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
Edition Number
الرابعة
Publication Year
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Publisher Location
الكويت
Genres
وفي إخباره بالمغيبات المقبلة توجيه للذين جاؤوا من بعده من أمته كيف يتصرفون حيال الأحداث التي قد يخفى عليهم وجه الحق فيها، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: " كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فنزلنا منزلًا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من يَنْتَضِل، ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله ﷺ فاجتمعنا إلى رسول الله ﷺ، فقال: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة، فَيُرقِّق بعضها بعضًا، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه، هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إمامًا، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء الآخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر " رواه مسلم والسياق له والنسائي وابن ماجة وأحمد (١) .
ومن هذه التوجيهات التي كان لها أثر كبير في توجيه المسلمين إلى الحق تبشيره عثمان ﵁ بالجنة على بلوى تصيبه، وإخباره بأن عمارًا تقتله الفئة الباغية، وأمره أبا ذر بأن يعتزل الفتنة، وأن لا يقاتل ولو قتل. ويمكن أن يستفاد هذا المعنى من حديث حذيفة حيث كان يسأل الرسول ﷺ عن الشر مخافة أن يدركه، بينما أصحابه كانوا يسألون الرسول ﷺ عن الخير، ومن هذا نهى الرسول ﷺ المسلمين عن أخذ شيء من جبل الذهب الذي ينحسر عنه الفرات في آخر الزمان، وإخباره عن حقيقة الدجال، وبيان ما يأتي به
(١) سلسلة الأحاديث الصحيحة: حديث رقم (٢٤١) .
1 / 131