96

Almaniya Naziyya

ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)

Genres

Dr. Funk » وزيرا لمالية الريخ، والدكتور فونك من الذين كانوا يترددون كل مساء على مواخير الاختلاط الجنسي الشاذ، وهتلر نفسه هو الذي منح مركزا عاليا في وزارة المالية لصديقه «أرنست والتر

Walter » من محترفي الملاكمة ومدربه القديم في السباحة.

ولكن أهم من ذلك تلك القصة التي يرويها ويؤكد صدقها أحد أقرباء وزير نازي مشهور، وهي تلقي ضوءا على حياة هتلر الشاذة؛ فقد اعترف هذا الشاهد بأن «بالدور فون شيراش» كان الشخص المكلف باختيار ضحايا الزعيم، أما هؤلاء الضحايا فكانوا بعد افتراس الزعيم العظيم لهم وقسوته الشاذة معهم، يقتلون في التو والساعة تخلصا منهم حتى لا يذيع شيء من أمر هذه المآسي، وعندئذ يرسل زعيم شباب الريخ خطاب تعزية لوالدي الضحية البائس يخبرهما فيه بأن فتاهما أصيب بحادث أودى بحياته في أثناء خروجه في رحلة للسير على الأقدام مع زملائه.

ويختتم «أوتو زاريك» هذا الحديث بقوله: «وإن هذه القصة لتتفق الاتفاق كله مع نظام التربية الألماني، وطقوس رباط الدم الأخوي الخفية، وهي في الحقيقة النتيجة المنطقية لعملية بدأت في الواقع قبل تأسيس دولة الريخ الثالث على أيدي هتلر بحوالي المائة عام!» ولعل أكبر دليل على انتشار هذه الرذيلة ما أذاعته جريدة الحرس الأسود

S. S.

والبوليس الرسمية - المسماة

Das Schwarzekorps - في مارس 1937 من أن عدد المصابين بهذا الداء الوبيل والملتحقين بمخلتف الأندية المخصصة لإتيان هذه الفاحشة في أنحاء الريخ، بلغوا المليونين عند وصول النازيين إلى الحكم. وهذا بطبيعة الحال عدا أولئك الذين كانوا لا ينتمون إلى هيئة من الهيئات التي أحصيت.

وفي استطاعة القارئ أن يتصور ما تكون عليه حال المرأة في مجتمع تنتشر بين شبابه ورجاله وزعمائه رذيلة الاختلاط الجنسي الشاذ هذا الانتشار المروع!

على أن المصائب التي نزلت بالمرأة الألمانية لم يكن مصدرها جميعا انتشار هذا المرض، فهناك ناحية إيجابية أيضا في التنظيم والتشريع النازي سبب للمرأة الألمانية آلاما لا تحصى، وألحقت بها المذلة والمهانة. مثال ذلك ما فعله النازيون؛ إذ حرموا النساء في دولة الريخ الثالث مباشرة حقوقهن السياسية.

فمن الحقائق المعروفة أن عدد النائبات في مجلس الريخستاج المنحل في 31 يولية عام 1932 كان يبلغ الثمانية والثلاثين امرأة، نقص إلى خمسة وثلاثين في نوفمبر ثم إلى ثلاثين في انتخابات مارس 1933، ثم اختفى النساء من الريخستاج نهائيا منذ استأثر النازيون بالسلطان المطلق في الدولة. وزيادة على ذلك فقد أصدرت الحكومة البروسيانية في 27 أبريل 1934 أمرا يقضي بطرد جميع المتزوجات اللواتي تستطيع أسراتهن إعالتهن من الوظائف، وظلت الحكومة النازية تتذرع بشتى الوسائل لإنقاص عدد الموظفات إلى أقل عدد ممكن. وطرد النازيون فيمن طردوا عددا كبيرا من المعلمات بمدارس البنات واستبدلوا بهن الرجال، وبذلك نقص عدد المدرسات بمدارس البنات العالية في عام 1935 إلى «9941» بعد أن كان قبل استلام النازيين لأزمة الحكم «11370». وفي السنة الدراسية 1935-1936 بلغ عدد من يقومون بالتدريس في المعاهد العالية «5888»، كان عدد النساء بينهم 46، لم يعطين إلى جانب ذلك مناصب ثابتة أو مراكز مستقرة. ومع أن عدد المشتغلات بالأعمال الاجتماعية الصرفة، ظل على ما هو عليه تقريبا مع ازدياد عدد الطبيبات؛ فقد استأثر الرجال بالمراكز المسئولة، وقد هدد الدكتور «جيرهارد واجنر

Unknown page