274

الكشف المبدي

الكشف المبدي

Investigator

رسالتا ماجستير للمحققَيْن

Publisher

دار الفضيلة

Edition Number

الأولى ١٤٢٢ هـ

Publication Year

٢٠٠٢ م

Publisher Location

الرياض

Genres

(الحقّ): ما أوجبه الله - تعالى - على نفسه، وذلك من أفعاله؛ لأنّ حقّ السّائلين: الإجابة، وحقّ المطيعين: الإثابة، وحقّ الأنبياء: التّقريب والتّفضيل بما يخصّ أولئك العصابة - صلى الله تعالى عليهم وسلّم ـ؛ وذلك كقوله - تعالى ـ: ﴿وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين﴾، وقوله: ﴿وعدًا عليه حقًّا في التّوراة والإنجيل والقرآن﴾، وقوله: ﴿كتب ربّكم على نفسه الرّحمة﴾، وقوله ﷺ: «حقّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحقّ العباد على الله أن لا يعذّبهم» .
أو: السّؤال بالأعمال؛ لأنّ المشيء إلى الطّاعة امتثالًا لأمره عمل طاعة، وذلك من أعظم الوسائل المأمور بها في قوله - تعالى ـ: ﴿يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة﴾؛ فمَن نظر إلى الأدعية الواردة في الكتاب والسُّنّة؛ لم يجدها خارجة عمّا ذكرنا؛ قال الله - تعالى - في دعاء المؤمنين: ﴿ربّنا إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمِنوا بربّكم فآمنّا﴾، وقوله - تعالى ـ: ﴿إنّه كان فريق من عبادي يقولون ربّنا آمنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنتَ خير الرّاحمين﴾، وقوله - تعالى - عن الحواريّين: ﴿ربّنا آمنّا بما أنزلتَ واتّبعنا الرّسول فاكتبنا مع الشّاهدين﴾، وكان ابن مسعود ﵁ يقول: «إنّك أمرتني فأطعتُك، ودعوتَني فأجبتُك؛ فاغفر لي»، ودعاء النّبيّ ﷺ الذي جمعه العلماء لا يخرج عن هذا النّمط، وخلاف ذلك يعدّ كالخروج عن جادّة الصّواب والشّطط؛ فاتّبع - أيّها النّاظر - نبيّك المصطفى تسلم من اللّغط والغلط.

1 / 308