93

Al-ibṭāl waʾl-rafḍ li-ʿudwān man tajarraʾa ʿalā kashf al-shubahāt biʾl-naqḍ

الإبطال والرفض لعدوان من تجرأ على كشف الشبهات بالنقض

Publisher

دار الصفوة للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

قال رحمه الله تعالى وهذه العبادات التي صرفها المشركون لآلهتهم هي أفعال العبد الصادرة منه، كالحب والخضوع والإنابة والتوكل، والدعاء والاستعانة والاستغاثة، والخوف والرجاء والنسك والتقوى، والطواف ببيته رغبة ورجاء وتعلق القلوب والآمال بفيضه ومدده، وإحسانه وكرمه فهذه الأنواع أشرف أنواع العبادة وأجلها؛ بل هي لب سائر الأعمال الإسلامية وخلاصتها وكل عمل يخلو منها فهو خداج مردود على صاحبه، وإنا أشرك وكفر من كفر من المشركين بقصْد غير الله بهذا وتأْليهه لذلك قال تعالى: ﴿أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون﴾ وقال تعالى: ﴿أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولاهم منا يصبحون﴾ وقال تعالى: ﴿واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون﴾ الآية، وحكى عن أهل النار أنهم يقولون لآلهتهم التي عبدوها مع الله: ﴿تالله إن كنا لفي ضلال مبين. إذ نسويكم برب العالمين﴾ ومعلوم أنهم ما سووهم به في الخلق والتدبير والتأثير، وإنا كانت التسوية في الحب والخضوع والتعظيم والدعاء ونحو ذلك من العبادات.
قال ﵀: فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون، ونرى كفرهم إذا قامت عليهم

1 / 97