76

Al-ibṭāl waʾl-rafḍ li-ʿudwān man tajarraʾa ʿalā kashf al-shubahāt biʾl-naqḍ

الإبطال والرفض لعدوان من تجرأ على كشف الشبهات بالنقض

Publisher

دار الصفوة للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

فالرجل من قريش يعلم أن شطر هذه الكلمة الأول يُحتّم عليه مفارقة ما كان يألفه وعيْب ما كان يمدحه وسب ما كان يثني عليه وبغض ما كان يحبه ومعاداة من كان يُوَالِيه. يقوم بما يوجبه شطرها الثاني من إخلاص العبادة لله.
إنها بالنسبة إليهم ولمن يعرف معناها نُقْلة من حال إلى حال تظهر آثارها في سلوك العبد كله، لأن هذا النفي إذا كان باللسان والقلب أوجب هذا التغير ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات﴾ ﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم﴾.
فهنا خروج من ظلمات إلى نور حصل بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله واستمساك بالعروة الوثقى.
إنها مفارقة ومباينة باطنة وظاهرة توجبها هذه الكلمة، حيث يسْتشعر العبد بهَوْل ما وقع فيه من الْتفات قلبه إلى غير ربه في الرغبة والرهبة، وأن هذا لأظلم الظلم على الإطلاق لمنافاته للحكمة التي لها خُلِق الخلق وأنزلت الكتب وأرسلت من أجلها الرسل، فتتقلب حياته وموازينه للأشياء وحكمه عليها.
والسِّرّ أن الرب سبحانه أعطاه نورًا في قلبه يرى فيه الأمور على

1 / 80