Al-juzʾ al-awwal
الجزء الأول
Genres
ثم نزل ودخل بيته، وجاء المسلمون يودعون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويمضون إلى عسكر أسامة، وثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المرض، فأرسل بعض نسائه إلى أسامة، وبعض من كان معه ليعلموهم ذلك، فدخل أسامة من معسكره والنبي (صلى الله عليه وآله) مغمور، وهو اليوم الذي لدوه فيه، فتطأطأ أسامة عليه فقبله، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أسكت فهو لا يتكلم، فجعل يرفع يديه إلى السماء، ثم يضعها على أسامة كالداعي له، ثم (1) أشار إليه بالرجوع إلى عسكره، والتوجه لما بعث إليه فيه، فرجع أسامة إلى عسكره، ثم أرسل نساء رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرنه بالدخول، ويقلن: إن رسول الله أصبح باريا، فدخل أسامه من عسكره يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفيقا، فأمره بالخروج وتعجيل النفوذ وقال: ((أغد على بركة الله)) وجعل يقول: ((أنفذوا بعث أسامة)) ويكرر ذلك، فودع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرج، وخرج معه أبو بكر، وعمر، فلما ركب جاءه رسول أم أيمن، فقال: إن رسول الله يموت، فأقبل ومعه أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، فانتهوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين زالت الشمس من هذا اليوم وقد مات (صلى الله عليه وآله) واللواؤ مع بريدة بن الحصيب، فركزه عند باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مغلق وعلي عليه السلام وبعض بني هاشم مشتغلون بإعداد وغسله، فقال العباس لعلي وهما في الدار: أمدد يدك أبايعك، فيقول الناس: عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله، فلا يختلف عليك اثنان.
فقال: أو يطمع يا عم فيها طامع غيري.
Page 298