Ali Mudia
الجزء الأول
Genres
فائدة
قال الحاكم في (العيون): وكانت أديان العرب قبل مبعثه صلى الله عليه وآله على أنحاء شتى، فمنهم من كان على دين شعيب وهم شرذمة، منهم: الحرث بن كعب، وعمرو بن وعلة، وأسد(1) بن خزيمة، وتميم بن مرة، ومنهم من صال إلى اليهودية وهم: حمير وبنو كنانة، وبنو الحرث، وكندة، ومنهم من مال إلى النصرانية وهم: ربيعة، وغسان، وبعض قضاعة ومنهم من مال إلى المجوسية وهم: بنو تميم، ومنهم من مال إلى الزندقة وهم أكثر قريش، ومنهم من زعم أنه على دين إبراهيم منهم: عبد المطلب، وزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة، وعامر بن ظرب، وغيرهم، ومن العرب طائفة من بني حنيفة اتخذوا آلهة من الحيس فعبدوها، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوها فقال[لهم](2) رجل من بني تميم.
أكلت ربها حنيفة ... من جوع قديم ومن أعواز
فأما الذي عليه عامة العرب فهم [على](3) ثلاث فرق: صنف يقر بالخالق وبالبعث(4) والإعادة وأنكروا الرسل، وعبدوا الأصنام، وزعموا لتقربهم إلى الله زلفى، وصنف أقروا بالخالق وابتداء الخلق وأنكروا الإعادة والبعث، وصنف أنكروا جميع ذلك وقالوا بالتعطيل، والغالب(5) عليهم إنكار البعث انتهى.
وقال ابن قتيبة في (المعارف): إن الذين كانوا على دين عيسى صلوات الله عليه زيات بن البرا(6) الشني، وهو من عبد القيس، وورقة بن نوفل بن عبد العزى، وهو ابن عم خديجة بنت خويلد، وزيد بن عمرو بن نفيل أبو سعيد أحد العشرة، وقتلته النصارى ب(الشام) وهو القائل في الجاهلية: (أسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا) وله يقول ورقة بن نوفل:
Page 133