ي 200 باامره ولا مفر من قضايه وحكمه . فبكت بكاء شديدا وقالت بالله توفى ولدى. فلم اتمكن من البكا وشدة الانتحاب ان ارد عليها الجواب . فلما غلب عليها الحزن وقعت على وجهها ساعه وخرجت الجوار مهتكات فاقعدتها . 15 فلما افاقت قالت كان من امره مادا . قلت كان كدا وكدا ويعز على والله دلك وانا اعز اصحابه واحبابه - وحدتتها جملة ما جرا من امره . فقالت قد كان كشف لى عن باطن سره ، فهل اوصاك بشى. قلت نعم ، وعرفتها وصيته ، فاستمرت على الصياح والنواح هى وجوارها ، وخرجت مولهأ قد اعمى مصابه بصرى وصرت اتفكر فى شبابه وخروجى ودخولى داره وابكى وادا 2 امراة قد قبضت على يدى ففتحت عينى فتاملتها وادا بها الجاريه وعليها السواد وقد علاها الانكسار، فزدت فى بكاى وانتحابى وبكت ايضا ومشينا جميعا حتى اتينا تلك الدار فقلت لها هل عرفتى خبره . قالت لا والله . فاخبرتها وهى تبكى وانا ابكى . ثم قلت لها وما الدى زاد على سيدتك حتى توفت . قالت نقلها امير المومنين كما حدتتك ولم يفاتحها بشى من الاشيا وحمل امرها 21 على المحال لمحبته لها واشفاقه عليها وقال لها يا شمس النهار كونك عندى احب الناس واجمل بك وابمد للسوء عنك وابرا لساحتك مما تقدفك به اعداوك. ثم امر لها بحجرة مليحه ومقصوره مدهبه . فدخل عليها من دلك امر عظيم وخطب جسيم . ثم جلس اخر النهار للشرب على ما حرت عادته واحضر الحظايا فجلسن على مراتبهن واجلسها الى جانبه ليريهن موضعها عنده 3 ومكانها من قلبه وهى حاضره غايبه قد عدمت حسها ونهضتها وزاد امرها ونما حديتها من خوفه ومسيره . وغنت جارية لها هده الابيات
:(176) 1 دموع دعاهن الهوا فاجبنه
تحدرن منى والتقين على خدى 28/32 و 2 تكل جفون العين عن حمل ما بها
فتبدى الدى اخفى وتخفى الدى ابدى 3 وكيف اروم الستر او اكتم الهوا
وعظم غزامى فيك يظهر ما عندى 4 وقد طاب موتى بعد بعد احبتى
فيا ليت شعرى ما يطيب لهم بعدى
Page 432