خشي علاء الدين من إعطاء المصباح للغريب، وقال له: «لا يا عمي، المصباح في أمان معي. أعطني يدك وساعدني في الخروج من هذا المكان.»
طلب الرجل المصباح مرة أخرى، ورفض علاء الدين ثانية. واستمر الحال هكذا فترة من الوقت، وازداد غضب الغريب أكثر فأكثر. وفي النهاية، أغلق الغريب اللوح الرخامي ونطق بتعويذة أخرى، ثم غطى اللوح بالتراب تاركا علاء الدين محبوسا في الظلام. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إذا تركني الملك على قيد الحياة.»
الليلة الحادية والثلاثون
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء، أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصة المذهلة.» وأضاف الملك: «أخبرينا بالمزيد عما حدث لعلاء الدين.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك العظيم - أن الغريب كان في الحقيقة ساحرا عظيم الشأن، وأنه قد تعلم فن السحر في أفريقيا. وسمع هناك عن كنز عظيم في الصين مدفون في باطن الأرض. ويقال إنه من بين ثروات هذا الكنز مصباح يمكن أن يمنح مالكه قوة تفوق قوة ألف ملك. وقد سمع الساحر أنه لا يمكن لأحد نزع المصباح من مكانه سوى صبي فقير من تلك المدينة، وأن هذا الصبي يدعى علاء الدين. لذلك جاء الساحر بحثا عن الصبي، وخطط لاستغلاله للحصول على المصباح ثم قتله بعد ذلك.
ظل علاء الدين محبوسا في باطن الأرض. وقد وجد أن جميع الغرف مغلقة، فبكى وحك يديه معا وهو يدعو الله طالبا منه النجاة. حدث أنه فرك الخاتم الذي أعطاه إياه الغريب، وعندما فعل ذلك، ظهر جني فجأة أمامه. قال الجني: «شبيك لبيك، اطلب ما شئت، فأنا عبد من يرتدي هذا الخاتم في إصبعه، أنفذ له ما يشاء.»
كاد علاء الدين يطير فرحا، وطلب من الجني أن يعيده فوق الأرض. فانشقت الأرض على الفور، ونجا الصبي. عاد علاء الدين إلى المنزل، وبكت أمه من الفرحة، فهي لم تره منذ ثلاثة أيام. أخبرها علاء الدين بكل ما حدث له، ثم ذهب للنوم.
نام علاء الدين مدة ثلاثة أيام. وعندما استيقظ، طلبت منه أمه أن يأخذ بعض القماش الذي نسجته إلى السوق، ويبيعه للحصول على طعام. واقترح الصبي بيع المصباح بدلا من القماش، ورأت والدته أنها فكرة جيدة. فأخذت قطعة من القماش، وبدأت تمسح المصباح حتى يبدو جيدا للبيع. لكن فجأة ظهر جني أمامها، وكانت قوته ضعف قوة الجني الذي رآه علاء الدين قبل ذلك.
قال الجني بصوت هز الأرض التي يقفون عليها: «شبيك لبيك، أنا عبد من يحمل هذا المصباح بين يديه.»
Unknown page