Alcab Shacbiyya
الألعاب الشعبية لفتيان العراق
Genres
وبعد أن تطمئن الأم من اختبائهن تصيح بأعلى صوتها: «حلت» ثم تطلق سراح مغمضة العينين، فتهرول هذه باحثة عن اللاعبات اللواتي أحسن التستر، وأبطلن كل حركة تنبئ عن وجودهن.
فإذا ألقت القبض على إحداهن تعود بها إلى الأم، وعلى المقبوض عليها أن لا تعصي لها أمرا، وعليه تدور دائرة اللعب عليها، فهي التي تغمض عيناها، وهي التي تتحرى الكمين هنا وهناك.
وإن صاحت الأم قائلة: «حلت» من قبل أن تمسك الباحثة أحدا حينذاك تتقاطر إليها اللاعبات والفرح يملأ صدورهن، مغتبطات بمقدرتهن الفائقة التي أبرزنها في الختل. (13) تسعة والبيضة (التدبيح) (1)
لقد كان العرب يمارسون هذه اللعبة بكثرة ويسمونها «التدبيح»،
10
وهي تعود الصغار على طلاقة اللسان والعد بدون تلعثم، وتدربهم على الخفة في القفز، وحفظ الموازنة في الركوب، فتكون لهم كدروس ابتدائية في الفروسية يتلقونها منذ الصغر. (2)
اللاعبون: أستاذان وفريقان من الأتباع. (3)
اللعب: يقف الأستاذ الذي خسر القرعة مسندا ظهره إلى الجدار، ويتقدم أحد أتباعه الخاسرين فيضع رأسه على بطن الأستاذ ممسكا إياه من حزامه بثبات وقوة، بينما يكون قد قوس ظهره وأصبح كحصان أعد للوثوب عليه، ويتقدم تابع آخر فيتخذ هيئة التابع الأول إلا أنه يسند برأسه إلى فخذ التابع إما من الناحية اليمنى أو اليسرى، ويأخذ الثالث نفس هذه الهيئة، وهكذا الرابع والخامس إلى آخر الأتباع الذين لا تتجاوز عدتهم الخمسة أو الأربعة غالبا.
وبعد أن يتشكل من مجموع الأتباع الخاسرين حصانا واحدا طويل الشقة عنقه عند بطن الأستاذ الخاسر وكفله إلى الخارج، أو جسرا ممدودا، كما هو ظاهر في الرسم، يجيء دور القفز.
يتحفز الأستاذ الرابح القرعة فيتراجع إلى الوراء، ثم يهرول بسرعة وبخفة، فمتى وصل إلى الحصان الطويل ضرب بيديه على الكفل، وانشمر بكل ما أودع من قوة، «وجهده في هذه القفزة أن يصل إلى عنق الحصان»؛ ليتيح المكان الفسيح لبقية الأتباع الذين يوالون القفز من بعده.
Unknown page