Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran
الوسطية في ضوء القرآن الكريم
Publisher
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
Genres
قال الطبري: ذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من أصحاب رسول الله، ﷺ كانوا قد آمنوا به، وصدقوه قبل أن يفرض عليهم الجهاد، وقد فرض عليهم الصلاة والزكاة، وكانوا يسألون الله أن يفرض عليهم القتال، فلما فرض عليهم القتال شق عليهم ذلك، وقالوا ما أخبر الله عنهم في كتابه.
روى الطبري بسنده عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له أتوا النبي، ﷺ فقالوا: يا رسول الله كنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة، فقال: «إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا فلما حوله الله إلى المدينة أُمر بالقتال فكفوا، فأنزل الله ﵎: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» . الآية (١) .
ولننظر فيما قاله سيد قطب في هذه الآية حيث يشخص الحقيقة في أدق تصوير، قال:
يعجب الله - سبحانه - من أمر هؤلاء الناس الذين كانوا يتدافعون حماسة إلى القتال، ويستعجلونه، وهم في مكة يتلقون الأذى والاضطهاد والفتنة من المشركين، حين لم يكن مأذونًا لهم في القتال للحكمة التي يريدها الله.
(١) - انظر: تفسير الطبري (٥ / ١٧٠) . والحديث أخرجه النسائي (٦ / ٣) رقم (٣٠٨٦) . والبيهقي في السنن (٩ / ١١) والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٧)، وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي - وانظر: الدر المنثور (٢ / ٣٢٨) .
1 / 259