159

Al-Wajīz fī fiqh al-Imām al-Shāfiʿī

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

Editor

علي معوض وعادل عبد الموجود

Publisher

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition

الأولى

Publication Year

1418 AH

Publisher Location

بيروت

فَرع إِذا كَثُرَ المُؤَذِّنُونَ، فَلاَ يُسْتَحَبُ أَنْ يَتَرَاسَلُوا، بَلْ إِنِ اتَّسَعَ الوَقْتُ، تَرَّبُوا، ثمَّ مَنْ أَذَّنَ أَوَّلاً، فهُوَ يقيمُ، فَإِنْ تَسَاوَوْا، أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، ووَقْتُ الإِقَامَةِ مَنُوطُ بِنَظَرِ الإِمامِ، وَوَقْت الأذان بِنَظَرَ المُؤَذِّنِ، [والله أَعْلَمُ](١).

البَابُ الثَّالثُ: في الاسْتِقْبالِ(٢)

والنَّظَرُ فِيهِ [أَرْكَانٍ](٣) ثَلاَثَةٍ.

(الأَوَّلُ: الصَّلاةُ) وَيَتَعَيَّنَ الاسْتِقْبَالُ فِي فَرَائِضِها (و) إِلَّا فِي الْقِتَالِ؛ فَلاَ تُؤَدَّى فَرِيضَةٌ عَلَى الرَّاحِلَةِ، وَلاَ مَنْدُورَةٌ (ح) إِنْ قُلْنَا: يُسْلَكُ بِهَا مَسْلَكُ واجِبِ الشَّرْعِ، وَلاَ صلاة جَنَازَةٍ [(ح)](٤)؛ لأَنَّ الرُكنَ الأَظْهَرَ فيها الْقِيَامُ، وَلاَ تَصِحُ [صَلاَةُ](٥) فريضةٍ عَلَى بَعِيرٍ مِعْقُولٍ(٦)، وفي أَرْجُوحةٍ معلَّقَةٍ بالْحِبَالِ؛ لأَنَّهُمَا لَيْسَا لِلقَرَارِ؛ وبخلافِ السَّفِينَةِ الْجَارِيةِ؛ لأَنَّ المُسَافِرَ محتَاجٌ إِلَيْهَا، وبِخِلاَفِ الزَّوْرَقِ المَشْدودِ عَلَى السَّاحِلِ؛ لأَنَّهُ كَالسَّرِيرِ، وَالمَاءُ كَالأَرْضِ، أَمَّا النَّوافِلُ، فَيَجُوزُ إِقَامُها في السَّفرِ الطّويلِ راكِباً وَمَاشِياً (ح) وفي السَّفَرِ القَصيرِ قَوْلاَنِ، وَلاَ يَجُوزُ (ح و) في الْحضَرِ، وَلاَ يَضُرُّ انْحِرَافُ الدَّابَة

(١) قال الرافعي: ((وللإمام أن يستأجر على الأذان)) هذا معادُ في باب ((الإجارة)) مع زيادة، في المذكور هناك غنية عن الذكر ههنا. [ت]

(٢) سقط من أ.

(٣) القبلةُ: مأخوذةٌ من قابل الشَّىءُ الشَّيءَ: إِذا حاذاه. وأَقبلَ عليه: إذا حاذاهُ بوجهه. وأصلهُ: مِنَ القبل: نقيض الدُّبر. قال الهروي: سميت القبلة قبلةً؛ لأنَّ المصلَي يقابلها وتقابله.
قوله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ (الحَرَام)﴾ أَيْ: استقبله واجعلهُ ممَّا يليك. وقيل: ﴿فَوَلِّ وجْهَكَ﴾ أَيْ: أقبل وجهك. ووجِّه وجهكَ وكذلك قولهُ: ﴿وَلِكُلِّ وجهةٌ هو مولِّيها﴾ أَيْ مستقبلها. و﴿شَطْرَ المسجد﴾ أي: نحوه وتلقاءه.

قال الشاعر:
أَلَا مَنْ يُبْلِغُ عَمْرًا رَسُولًا وما تغني الرِّسالةُ شَطْرَ عمرو
أَيْ: نحوه.
وقال أيضاً:

أقيمي أُمَّ زنباع أقيمي صُدورَ العيسِ شَطْرَ بني تميم

ونصب ((شطر)) على الظَّرفِ والمعنى إلى شطر المسجد الحرام ينظر النظم المستعذب ٧٤/١

(٤) سقط من أ.

(٥) سقط من أ.

(٦) سقط من ط.

159