303

Al-Taysīr fī al-Tafsīr

التيسير في التفسير

Editor

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

Genres

Tafsīr
وقال محمدُ بن عليٍّ الترمذيُّ: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ (^١) زمَمْت (^٢) جوارحَهم بالهيبة عند الخدمة.
وقال أبو العباس بنُ عطاءٍ: هم طبقاتٌ، فالعارفون أَنعَم اللَّه عليهم بالمعرفة، والأولياءُ أَنعم عليهم بالصدق والرضا واليقين والصَّفوة، والأبرارُ أَنعم اللَّه عليهم بالحلم والرأفة، والمريدون أَنعم اللَّه عليهم بحلاوة الطاعة، والمؤمنون أَنعم عليهم بالاستقامة (^٣).
وقال أبو عثمان الحِيْريُّ: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بأنْ عرَّفْتَهم مهالكَ الصراط، ومكائدَ الشيطان، وخيانةَ النفس (^٤).
وقال محمدُ بن الفضلِ ﵀: [﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ لقبولِ ما افترَضْتَ عليهم.
وقال أبو الحسن الورَّاق]: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بالإعانةِ على الاستقامةِ (^٥) في طريق مناجاتك.
وقال بعضُ البغداديين: صراطَ مَن أَغْنَيتَه (^٦) عن النظرِ إلى النعمة بدوامِ التنعُّم بقُربك ومؤانَسَتك.
وقيل: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بالنظر إلى جريان ما جرى عليهم في الأزل، فلم يَشْغلْهم كشفُ ذلك عن الشُّغل بك.

(^١) "أنعمت عليهم" ليس من (ف).
(^٢) في (ر): "رممت"، والمثبت من (أ) و(ف)، وهو الموافق لما في "تفسير السلمي" (١/ ٤٣).
(^٣) ذكره بنحوه السلمي في "تفسيره" (١/ ٤١).
(^٤) ذكره السلمي في "تفسيره" (١/ ٤٢).
(^٥) في النسخ: "الاستعانة"، والمثبت من "تفسير السلمي".
(^٦) في (أ): "أفنيته"، ومثله في "تفسير السلمي".

1 / 158