يأخذه السُّلطان ظلمًا واعتداءً خيرٌ من أن يتصدَّق بثلاثِ مئة ألفِ درهم" (^١).
وصاحبُ العبادة عابدٌ (^٢)، وجمعُه: عُبَّاد، وصاحب العُبودة عبدٌ وجمعُه: عِبَاد، وقد مدح اللَّه تعالى الملائكةَ والنبيِّين والمؤمنين بهما، فقال في حقِّ الملائكة في صفَة العبادة: ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ﴾ [الأعراف: ٢٠٦] وقال في صفة العبودة: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٦].
وقال في عبادة الأنبياء: ﴿وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: ٧٣]، ﴿وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٤].
وقال في عبودتهم (^٣): ﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء: ٣]، ﴿كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ﴾ [التحريم: ١٠]، ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الصافات: ٨١]، ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا﴾ [ص: ٤٥] ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا﴾ [ص: ١٧] ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ﴾ [ص: ٣٠] ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾ [مريم: ٣٠]، ﴿نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ [الفرقان: ١]، ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: ١]، ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ﴾ [النجم: ١٠]، ﴿لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ﴾ [الجن: ١٩].
وقال في حقِّ المؤمنين في صفة العبادة: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ﴾ [التوبة: ١١٢]، وقال في صفة العبودة: ﴿يَاعِبَادِيَ﴾ [العنكبوت: ٥٦].
فمِن العبادة: الصَّلاةُ بلا غَفلةٍ، والصومُ بلا غِيبةٍ، والصَّدقةُ بلا مِنَّةٍ، والحجُّ بلا إراءةٍ، والغزوُ بلا سمعةٍ، والعِتقُ بلا أذيَّةٍ، والذِّكرُ بلا ملالةٍ، وسائرُ الطاعات بلا آفةٍ.
(^١) لم أجده.
(^٢) في (ف): "عَبْدٌ".
(^٣) في (أ): "عبادتهم".