276

Al-Taysīr fī al-Tafsīr

التيسير في التفسير

Investigator

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

Genres

Tafsīr
الكِلَّة (^١)، وجميعُ ما ذُكر فيه من الكأس فهو القدَح مع الشراب، وجميعُ ما ذكر فيه من الرياح فهي رياحُ الرحمة، وجميعُ ما ذُكر فيه من الرِّيح فهي ريحُ العقوبة.
وقال سفيانُ بن عُيينة وجماعةٌ: معناه: لك (^٢) نخشعُ ونخضعُ؛ أي (^٣): بالطاعة.
وقال الحسن البصريُّ: معناه: إياك نُطيع.
وروَى الضحَّاك عن ابن عباس ﵄: أن جبريل صلواتُ اللَّه عليه قال للنبيِّ ﷺ: قل يا محمد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾؛ أي: إياك نؤمِّلُ ونرجو ربَّنا لا غيرَك (^٤).
وهذا وجهٌ لو ثبتَ روايتُه لم يُحتَجْ إلى تأويلٍ سواه (^٥).
وعن الضحَّاك قال: معناه: إياك نرجو ونخافُ، وهو أهلٌ لذلك، قال تعالى: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦].
وقال تعالى في مدحِ الأنبياء صلواتُ اللَّه وسلامُه عليهم: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا

(^١) في (ر): "الحلة". والكِلة: ستر رقيق مثقَّب يتوقَّى به من البعوض وغيره، جمعها: كِلَل. انظر: "المعجم الوسيط" (مادة: كلل).
(^٢) في (ر): "إليك".
(^٣) "أي": من (أ) و(ف).
(^٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ١٥٩). وفي إسناده بشر بن عمارة الخثعمي الكوفي، وهو ضعيف، قال البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ٨٠): تعرف وتنكر. وقال النسائي في "الضعفاء" (ص: ٦): ضعيف. وقال ابن حبان في "المجروحين" (١/ ١٨٩): كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته. وذكر ابن كثير عند تفسير الاستعاذة في أول "تفسيره" أن هذا الإسناد فيه ضعف وانقطاع، والمراد بالانقطاع أن الضحاك لم يسمع من ابن عباس.
(^٥) ولم يثبت، لما تقدم.

1 / 131