تقولُ إذا دَرَأْتُ لها وَضِيني... أهذا دِينُه أبدًا ودِيني
أكلَّ الدَّهرِ حِلٌّ وارتحالٌ... أمَا يُبْقِي عَلَيَّ ولا يَقِيني (^١)
ويومُ القيامة يومٌ يُبعث فيه كلُّ أحد على عادته، فالكافر المنكِرُ يُبعث على إنكاره (^٢)، يقول اللَّه تعالى خبرًا عنهم أنهم يقولون: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ (^٣) [الأنعام: ٢٣].
* * *
(٥) - ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
وقولُه تعالى: ﴿إِيَّاكَ﴾؛ أي: قولوا: ﴿إِيَّاكَ﴾، ولا بد من هذا الإضمارِ إنْ حُمل قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ على الابتداء أو على الإخبار، وإن حُمل على الأمر وأُضمر: (قولوا: الحمد للَّه) هناك، كان هذا عطفًا على ذاك من غيرِ إضمارٍ ثانٍ.
و﴿إِيَّاكَ﴾ فيها كلامٌ من جهة القراءة واللغة والإعراب والمعنى:
أما القراءة: فقراءة العامة بكسْر الألف وتشديد الياء، وقراءةُ الفضل الرَّقَاشيِّ
(^١) انظر: "المفضليات" (ص: ٢٩٢)، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة (١/ ٢٤٧ - ٢٤٨)، و"طبقات فحول الشعراء" (١/ ٢٦٣)، و"تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص: ٧١)، و"غريب القرآن" لابن عزيز (ص: ٢٢٦)، و"إعراب ثلاثين سورة" لابن خالويه (ص: ٢٥). الوضين: حزام الرحل، ودرأْتُ وَضِينَ البعيرِ: إذا بَسَطْتَه على الأَرض ثم أَبْرَكْته عليه لتَشُّدَّه به. وأراد: لو قدرتْ ناقتي أن تتكلم لقالت هذا الكلام، وأشار بقوله: (هذا) إلى ما استمرت به عادته معها.
(^٢) في (أ): "عادته".
(^٣) زيد في (ر): " ﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ ".