195

At-Tayseer fi At-Tafseer

التيسير في التفسير

Investigator

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

والأسماء المبنيَّة على صيغةِ الفعلِ كثيرةٌ، كقولهم: يَشكر ويَزيد وتَغلب ويَعمل، ومعنى الاسمِ مِن هذا المأخذِ: أنَّ المسمَّى يَعلُو بتسميتِه، وذاكرُ اللَّهِ تَعلُو درجتُه بذِكْرِ اللَّهِ ومِدْحتِه. ومَن قال: إنَّ اشتقاقَه مِن وَسَمَ يَسِمُ، فقد أَخطأ؛ لأنَّ الفعلَ منه: سَمَّى يُسمِّي، وتَسَمَّى يَتَسمَّى، وجمعُ الاسمِ: الأَسماءُ والأَسامي، وتصغيره: السُّمَيُّ، وحرفُ العلَّةِ في آخِره، ولو كان مِن الوَسمِ لم يكن كذلك. والألف في أوله مُدرَجةٌ تذوبُ عند الوَصْل؛ لأنَّها أُدخِلت في أوَّله زائدةً بعد حذفِ آخرِه تخفيفًا، والزوائدُ الضروريةُ كذلك، كما في الابْنِ والابْنَةِ والاثْنَين (^١)، وأَلفاتِ الأمرِ مِن الأفعالِ الثُّلاثيَّة والأفعالِ المُتشعِّبة. ثم تكلَّموا في إدخال كلمة (اسم) هاهنا: قال أبو عبيدةَ: هو صلةٌ وزيادةٌ، ومعناه: باللَّه، كما في قوله: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [النور: ٣٦]؛ أي: يُذكَر هو، وقوله: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ﴾ [الرحمن: ٧٨]؛ أي: تباركَ ربُّك، كما قال: ﴿تَبَارَكَ اللَّهُ﴾ [الأعراف: ٥٤]. وقال لبيد (^٢): إلى الحولِ ثم اسمُ السلامِ عَليكُما... ومَن يَبْكِ حَولًا كامِلًا فقد اعْتَذَرْ (^٣)

(^١) في (أ): "والابنين". (^٢) انظر: "ديوان لبيد" (ص: ٥١). (^٣) في هامش (ف): أوله: تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما... وما أنا إلا من ربيعة أو مضر

1 / 48