187

At-Tayseer fi At-Tafseer

التيسير في التفسير

Investigator

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

ثم التعوُّذُ به افتتاحُ قراءةِ القرآن، وبالمعوِّذتَينِ خَتْمُ سُورِ القرآن، فيُرجَى بذلك حفظُ ما بينَهما. وفي أخذِ الميثاقِ خاطَبَ اللَّهُ تعالى العبدَ بقوله: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ [الأعراف: ١٧٢] وعند النَّزْع يخاطبُه بقوله: ﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ الآية [الفجر: ٢٧]، فيُرجَى بذلك عفوُ ما بينَهما. والنبيُّ ﷺ يقول في حقِّ هذه الأمَّةِ: "أنا قائدُها، وعيسى سائقُها" (^١)، فيُرجَى بذلك نجاةُ ما بينَهما. ويلي (^٢) التعوُّذَ التَّسميةُ، وهي: (بسم اللَّه الرحمن الرحيم). وانتظامُ هذه بذلك: أنَّ التعوُّذ باللَّه هو التحفُّظ بذِكْر اللَّهِ، ولذلك ورد الخبرُ باستحباب هذا التعوُّذ: "أَعوذُ بكلماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ (^٣) " (^٤)، ومنها هذه الأسماءُ الثلاثةُ العظيمة.

= الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على عبد اللَّه بن مسعود فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقال لي: قل أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على رسول اللَّه ﷺ فقلت: أعوذ باللَّه السميع العليم، فقال لي: "يا ابن أم عبد قل: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبرائيل عن القلم عن اللوح المحفوظ". قلت: وقد ورد جواز الاستعاذة بلفظ: (أعوذ باللَّه السميع العليم) في حديث كل من أبي سعيد وعائشة ومعقل بن يسار ﵃، وقد تقدم تخريجها قريبًا. (^١) لم أجده. (^٢) في (ف): "وتلو". (^٣) في (ف): "التامة". (^٤) قطعة من حديث رواه مسلم (٢٧٠٨) عن خولة بنت حكيم السلمية ﵂، و(٢٧٠٩) عن أبي هريرة ﵁.

1 / 40