180

At-Tayseer fi At-Tafseer

التيسير في التفسير

Investigator

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

والشيطان هو إبليسُ، وفي أشتقاقهِ عشرةُ أقاويلَ: أحدها: أنه من الشُّطونِ وهو البُعْدُ، قال الشاعرُ: فأَضْحتْ بعدَما وَصَلتْ (^١) بدارٍ... شطُونٍ لا تُعادُ ولا تَعودُ (^٢) ومعناهُ: المُبْعَدُ مِن الرحمة. والثاني: أنه من قولهم: شاط يَشِيطُ؛ أي: هلك، قال الأعشى: قد نَطْعَنُ العَيرَ في مَكْنونِ فائلهِ... وقد يَشِيطُ على أرماحِنا البَطَلُ (^٣) ومعناه: الهالِكُ في الدَّارينِ. والثالثُ: أنه من قولهم: شيَّط الشيءَ، أي (^٤): أَحْرقهُ، واسْتشَاطَ غضبًا؛ أي: احْتَرقَ، ومعناه: المحرَق (^٥) في الدنيا بنارِ الفُرقة، وغدًا بنارِ الحرقةِ والعقوبة. والرابعُ: أنه من قولهم: فرسٌ شَطونٌ؛ أي: جَمُوح رَمُوح، ومعناه: العَصِيُّ الأَبِيُّ. والخامس: أنه من الشَّطَن: وهو الحبلُ الطويل المديد، ومعناه: المتمادي في الطُّغيان، الممتدُّ إلى العصيان.

(^١) في (ف): "اتصلت". (^٢) البيت للنابغة الذبياني، وهو في "ديوانه" (ص: ٣٤). (^٣) انظر: "ديوان الأعشى" ميمون بن قيس (ص: ١١٣)، و"المعاني الكبير" لابن قتيبة (٢/ ١٠٢٠)، و"الفاخر" للمفضل بن سلمة (ص: ٢١)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٥٦). قال ابن قتيبة: الفائلان عرقان عن يمين الذنب وشماله. . . والفارس الحاذق يتعمد بالطعن في الخُربة وهي نقرة في الورك فيها لحم ولا عظم فيها تنفذ إلى الجوف، يقول: إنا بصراء بموضع الطعن. (^٤) في (ر): "إذا". (^٥) في (أ): "المحرقة"، وفي (ف): "المحترق".

1 / 33