Al-takhrīj ʿinda al-fuqahāʾ waʾl-uṣūliyyīn
التخريج عند الفقهاء والأصوليين
Publisher
مكتبة الرشد
Publisher Location
الرياض
Genres
أما الحالة الثانية، وهي حالة ما إذا كان للإمام رأي مخالف للحديث، فإن العلماء اختلفوا بشأنها على قولين:
١ - القول الأول: العمل بالحديث وجعله مذهبًا للإمام، وتصحيح نسبة الرأي إليه، وقد نقل ذلك عن عدد من علماء الشافعية. وذكر ابن الصلاح أن ممن أفتى بالحديث أبو يعقوب البويطي (ت ٢٣١هـ) (١)، وأبو القاسم الداركي (ت ٣٧٥هـ) (٢). وأن أبا الحسن الكيا الطبري الهراسي (ت ٥٠٤هـ) (٣) قطع به في كتابه في أصول
(١) هو أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري، من أصحاب الإمام الشافعي المقدمين عنده، وكان يقول ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف بن يحيى، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. كان عابدًا متنسكًا مكثرًا من ذكر الله. امتحن في مسألة القول بخلق القرآن، وحمل في أيام الواثق من مصر إلى بغداد، فامتنع عن الإجابة فحبس في بغداد وقيد، ولم يزل في السجن والقيد حتى مات سنة ٢٣١هـ على الأصح.
راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ٦/ ٦٠، وطبقات الفقهاء للشيرازي ص ٩٨، والانتفاء لابن عبد البر ص ١٠٩، وطبقات الشافعية الكبرى ١/ ٢٧٥.
(٢) هو أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد الداركي، من كبار الفقهاء الشافعية، درس الفقه في نيسابور سنين، ثم انتقل إلى بغداد وسكنها حتى مات. أخذ الفقه على أبي إسحاق المروزي، وطائفة من علماء بغداد وغيرهم. ثم تصدر للتدريس في بغداد. كان لا يتعجل في فتواه، فإذا استفتي فكر كثيرًا قبل الجواب، وربما أفتى بما يخالف مذهب إمامه، معللًا ذلك بما يذكره من حديث النبي ﷺ، وأنه أولى من قول الإمام. اتهم بالاعتزال، وكانت وفاته ببغداد سنة ٣٧٥هـ.
راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ٢/ ٣٦١، وطبقات الشافعية الكبرى ٢/ ٢٤٠.
(٣) هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الملقب بعماد الدين والمعروف بالكيا الهراسي من علماء الشافعية البارزين في القرن الخامس، ومن أبرز تلامذة إمام الحرمين. كان عالمًا بارعًا ومفسرًا وأصوليًا وحافظًا للأحاديث ولد بطبرستان، وسكن بغداد، ودرس في النظامية، وقد اتهم بالباطنية. توفي ببغداد سنة ٥٠٤هـ. لم يعرف سبب تسميته بالكيا ولا بالهراسي، ولكنهم ذكروا أن الكيا في اللغة الأعجمية تعني كبير القدر.
من مؤلفاته: أحكام القرآن، وشفاء المسترشدين وهو من كتب الخلافيات، وكتاب في أصول الفقه، ونقد مفردات الإمام أحمد. ... =
1 / 237