160

Al-Taḥrīr fī sharḥ Muslim

التحرير في شرح مسلم

Editor

إبراهيم أيت باخة

Publisher

دار أسفار

Edition

الأولى

Publication Year

1442 AH

Publisher Location

الكويت

لأجلي وفي حقي، ولأجل الفضل وفي حقه، يعني: قولهما: (لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ)، وأظن في نسخة: (قَالَا لِي وَلِلْفَضْلِ)(١)، وقوله: (فَانْتَخَاهُ رَبِيعَةُ) أي: قصده بالكلام، وقوله: (إِلَّا نَفَاسَةً مِنْكَ عَلَيْنَا) التنافسُ: الحسد، وشيء مُنْفِسٌ ونفيس أي: يحسد به، وقوله: (نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ ﷺ) الصِّهْرُ هاهنا بمنزلة المُصَاهَرة ، قال:

فَجِثْت ابْن أَحْلَام النيام وَلم تَجِد * لصهرك إِلَّا نَفسها من تباعل(٢)

يقال لأهل بيت الخَتَنِ(٣)، وأهل بيت المرأة جميعا: أصهار، وقوله فقال: (أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ) أي: ما في قلوبكما، أي: ما تَجْمعان في صدوركما، وكلُّ شيء جمعته فقد صَرَرْتَهُ، فإذا أردت التأكيد شددته فقلت صَرَّرْتَهُ، وقوله: (وَقَدْ بَلَغْنَا النِّكَاحَ) أي: وقتَ النكاح، وقوله: (تُلْمِعُ إِلَيْنَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ) يقال: لمَعَ الطائر بجناحيه إذا خَفَق بهما، ولَمَع الرجل بيده إذا أشار بها ، ويقال: للجناح مِلْمَعٌ ، قال حُمَيْدُ:

لَهَا مِلْمَعانِ، إِذا أَوْغَفَا يَحْتَّانِ جُوْجُؤَها بالوَحَى(٤)

يصف قَطاة(٥)، يقول لها جناحان تحركهما إذا أسرعت الطيران، يحث

(١) كما في الطبعة التركية لصحيح مسلم: ١١٨/٣.

(٢) البيت للشاعر زُمَيل بن أَبَيْر الفزاري، ديوان الحماسة بشرح التبريزي ١٧٨/٢، ويشرح الأصفهاني ١٠٠٥.

(٣) قال الخليل بن أحمد: (ولا يقال لأهل بيت الختن إلا أختان، ولأهل بيت المرأة إلا أصهار. ومن العرب من يجعلهم كلهم أصهارا) العين ٤٧١/٤.

(٤) القائل حميد بن ثور الهلالي، المعاني الكبير لابن قتيبة: ٣٠٧/١، لسان العرب: ٣٢٥/٨، ديوانه: ص ٤٧.

(٥) (القطا: طائر معروف، سمي بذلك لثقل مشيه، واحدته قطاة). لسان العرب ٣٢٥/٨.

160