انك على كل شيء قدير)

(١٤) فإذا وقف عرفة ^(١) وياله من مجمع عظيم. وموقف رهيب. فليفزع الى ربه ومولاه. بقلبه وروحه وسائر جوارحه. تائبا مستغفرا خاشعا. خاضعا مستعرضًا ذنوبه نادما عليها مستنكرا لها. لاجئا الى ربه فى ذلة وانكسار أن يغفرها ملحا فى ذلك باكيا أو متباكيا. ذا كرا بالدعاء أهله وذويه ومشايخه وكل من أحسن اليه وكافة المسلمين. قارئا للقرآن ^(٢) ذا كرا للرحمن. مصليا على سيد ولد عدنان. بادئا وخاتما كل دعاء بالحمد لله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله الأكرم ﷺ بارزا للشمس فى ثياب المسكنة. شاعرا بذل العبودية مظهرا لعظمة الربوبية سارحاً بفكره فى تلك العظمة القاهرة. التى جمعت هذه الجموع المحتشدة من كل صوب. جاء واصاغرين ملبين ملك الملوك صاحب القوة والجبروت وها هم بين يديه قد بلغت أصواتهم عنان السماء وماج بهم الجبل. وزخر بهم سفحه، فينغمر بينهم. مكثراً من التلبية والدعاء في كل مكان. واقفاً وجالساً وماشياً. منفرداً تارة ومجتمعاً تارة أخرى. لا يفتر لسانه. ولا يغفل جنانه. ولا يفرط فى شىء مما أسلفنا. فى هذا اليوم العظيم. فهو المقصود الأسمى من الحج. وهو أجل مواطن إجابة الدعاء كما قال أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام (خير الدعاء دعاء يوم عرفة - ت) ويستحب ان يقف عند الصخرات وأن يستقبل القبلة وأن يرفع يديه عند الدعاء. وأن يذكر الله. بائ أنواع الذكر - وأفضله ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك